بعد ستة أشهر على سقوط حكم عائلة الأسد في سوريا، تسارعت وتيرة عودة اللاجئين إلى بلادهم من عدة دول، بينها الأردن. ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من السوريين في الأردن يفضّلون البقاء، مترددين في اتخاذ خطوة العودة رغم تغيّر المعادلات السياسية في وطنهم.
وفقاً لبيانات أممية حديثة، عاد أكثر من 577 ألف لاجئ سوري إلى سوريا منذ 8 ديسمبر 2024، من بينهم ما يزيد عن 86 ألفاً غادروا الأردن. لكن، وعلى الرغم من هذا الزخم، تبيّن أن العائق ليس فقط أمنياً أو اقتصادياً، بل نفسي واجتماعي أيضاً.
مسح إقليمي أجرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كشف عن تحوّل نسبي في نوايا العودة، حيث أعرب 27% فقط من السوريين في الأردن عن رغبتهم في العودة خلال عام واحد، وهي نسبة ارتفعت مقارنة بـ1.7% فقط في العام الماضي، لكنها ما تزال متواضعة.
تلك الأرقام تعكس واقعاً مركّباً؛ فبين الأمل في بداية جديدة والخوف من المجهول، يظل القرار بالنسبة لكثيرين مؤجلاً، في انتظار ما تثبته الأيام من استقرار وأمان فعلي داخل سوريا.
الطريق إلى الوطن قد يكون مفتوحاً، لكن استعادة الثقة... لا تزال قيد الانتظار.