في تطور ينذر بكارثة بيئية وإنسانية، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، اليوم الأحد 27 تموز 2025، إلى تدخل حكومي فوري وعاجل لإنقاذ مناطق واسعة في شمال محافظة ذي قار من شبح العطش وانهيار المنظومة المائية، بعد الانخفاض الخطير في مناسيب نهر الغراف.
وقالت المفوضية في بيان رسمي إن الأزمة الراهنة تهدد الحق في الحياة لآلاف العائلات في أقضية الفجر، الرفاعي، النصر، والشطرة، حيث تواجه هذه المناطق أزمة حادة في مياه الشرب والسقي، مشيرة إلى توقف محطات مياه حيوية مثل المراشدة والصينية منذ أكثر من 20 يومًا.
وحذّرت المفوضية من أن استمرار الوضع على حاله، دون إجراءات حكومية فعالة وسريعة، قد يؤدي إلى توقف أربعة مشاريع مائية استراتيجية في منطقة البدعة، وهي: مشروع ماء الشطرة القديم، ومشروع الناصرية، والإسكان الصناعي، ومشروع فلورا، التي تُعد شريانًا رئيسيًا لتغذية مناطق الناصرية، سوق الشيوخ، الشطرة، الغراف، الدواية، والبدعة.
وأكدت المفوضية أن انهيار هذه المشاريع سيُفضي إلى حرمان مئات الآلاف من المواطنين من المياه الصالحة للشرب، وتقويض أحد أبسط الحقوق الإنسانية: الحق في الحياة الكريمة.
وفي سياق متصل، أعلن محافظ ذي قار، مرتضى الإبراهيمي، أمس السبت، عن وصول تعزيزات مائية إلى نهر الغراف بعد تنسيق مكثف مع مكتب رئيس الوزراء ووزارة الموارد المائية ودائرة السيطرة، بهدف احتواء الأزمة وضمان استمرار تشغيل مجمعات مياه الإسالة في المنطقة.
ويترقب المواطنون في شمال ذي قار خطوات عملية على الأرض، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بخطة إنقاذ متكاملة لتجنب كارثة قد تتجاوز أبعادها حدود المحافظة.