منصة واضح – بغداد
يعيش اتحاد الكرة العراقي حالة من الترقب والجدل الحاد، مع اقتراب موعد انتخاباته المقررة في أيلول المقبل، بوقت تطفو فيه على السطح أزمة قديمة جديدة تتعلق بأموال النقل التلفزيوني الخاصة بالأندية، وسط اتهامات تتحدث عن استغلال هذه الأموال في سياق الدعاية الانتخابية.
الاتهامات الموجهة للاتحاد تركز على تأخير توزيع المستحقات المالية العائدة لأندية دوري نجوم العراق، والتي تُدفع من قبل القناة الناقلة، بدعوى استخدامها كورقة ضغط لكسب الأصوات وضمان بقاء الإدارة الحالية لفترة جديدة.
ويقول الإعلامي الرياضي حسام الدراجي، إن القناة الناقلة سلمت الاتحاد نحو ست مليارات دينار عراقي، لكن لم يتم توزيع الحصص على الأندية،
وأشار الدراجي خلال حديثه لـ"واضح"، إلى أن هذه الخطوة تأتي قبيل موعد الانتخابات بغرض التأثير على القرار الانتخابي داخل الهيئة العامة.
من جانبه، نفى اتحاد الكرة هذه المزاعم بشكل قاطع.
وخلال حديثه لـ"واضح"، أكد مدير إعلام دوري نجوم العراق، حسين الخرساني، أن توزيع مستحقات النقل يتم وفق جداول زمنية محددة سلفاً، ولا علاقة له بالاستحقاق الانتخابي المرتقب.
ودعا الخرساني وسائل الإعلام إلى "تحري الدقة واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية قبل نشرها".
في المقابل، وضمن سياق الأزمة ذاتها، كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد تدخل لحل مشكلة المستحقات المالية المتعلقة بالنقل التلفزيوني، وأصدر في 23 شباط/فبراير 2025 توجيهاً واضحاً بإطلاق الأموال المخصصة، من خلال وزارة المالية، إلى حساب شبكة الإعلام العراقي لدفع مستحقات الشركة الناقلة.
كما التقى رئيس اللجنة الأولمبية العراقية، عقيل مفتن، برئيس اتحاد الكرة، عدنان درجال، لمناقشة مستقبل الكرة العراقية، إذ تم الاتفاق على تأجيل الانتخابات إلى ما بعد انتهاء مباريات المنتخب الوطني في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، لإتاحة الفرصة أمام الجميع للتركيز على دعم المنتخب في مهمته الحاسمة.
لكن هذا الاتفاق لم يصمد طويلاً، إذ قرر الاتحاد في 16 تموز/يوليو الماضي، عقب اجتماع رسمي، المضي في إجراء الانتخابات في موعدها المحدد منتصف أيلول/سبتمبر دون أي تغيير، مؤكدين أن التحضيرات المتعلقة بالمنتخب الوطني مستمرة ولن تتأثر بالاستحقاق الانتخابي.
عضو الاتحاد، غالب الزاملي، أوضح أن جميع الأعضاء، بمن فيهم الرئيس، اتفقوا على عدم التأجيل، بعد اعتبار أن الموعد الحالي لا يتعارض مع استعدادات المنتخب، خاصة مع اكتمال الجوانب الإدارية والفنية الخاصة بالتحضير للملحق الآسيوي المقرر في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
في ظل هذه الانقسامات، يحذر مراقبون من أن أي تأجيل أو تصعيد قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام داخل الوسط الرياضي، في وقت تحتاج فيه الكرة العراقية إلى الاستقرار الإداري والفني لمواكبة الطموحات الإقليمية والدولية، وسط آمال جماهيرية كبيرة بتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، بعد عقود من الانتظار.
وتبقى الأيام المقبلة حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة، بين دعوات للتمديد حفاظاً على الاستقرار، وأصوات تطالب بالتغيير الشامل، لإعادة الثقة بالاتحاد وإعادة ترتيب البيت الكروي العراقي من الداخل.