منصة واضح - البصرة
وسط تفاقم ازمة ملوحة المياه في محافظة البصرة و وصول التراكيز الملحية لمستويات مميتة، تتصاعد وتيرة الخلافات السياسية بين محافظها و مجلس المحافظة بعيدا عن الجلوس و حلحلة الازمة التي باتت تهدد حياة المواطنين و الثروة الزراعية هناك.
وفي الوقت الذي رفض به محافظ البصرة اسعد العيداني كتاب مجلس المحافظة المتضمن تعيين قائممقام جديد لقضاء القرنة شمال البصرة و مجابهة ذلك الرفض بكتاب آخر لمجلس المحافظة يقضي بأن رفض المحافظ لكتب المجلس يعد مخالفة قانونية ، حذر مركز العراق لحقوق الإنسان من خطورة الوضع البيئي في المحافظة داعيا مجلس الوزراء إلى عقد جلسة طارئة فيها و اعتبارها مدينة منكوبة بحسب علي العبادي مدير المركز .
شط العرب ميت سريريا و نواب البصرة و حكومتها في سبات عميق !
و بحسب تقارير منظمات تعنى بحقوق الانسان فإن المد الملحي تجاوز ال90% من مناطق البصرة ما دفع الى تساؤلات شعبية لنواب المحافظة و حكومتها المحلية حول انشغالهم بالترويج الانتخابي و ترك ملفات تمس حياة المواطن البصري بلا متابعة .
تحذيرات العودة لثورة الماء 2018 و مطالبات للتحقيق بملفات مشاريع المياه .
و في الوقت الذي تطالب فيه المفوضية العليا لحقوق الانسان على لسان مدير مكتبها في البصرة مهدي التميمي بوضع حلول عاجلة لتدارك ملف المياه ، تبرز تحذيرات و تذكيرات من خطورة الوضع الحالي الذي ينذر بعودة ثورة الماء عام 2018 و التي اندلعت في مركز البصرة و انتهت بسقوط شهداء و جرحى و احتراق مبنى الحكومة المحلية إضافة الى امتداد نار الغضب لحرق مقرات و مكاتب الأحزاب و مقار دبلوماسية وسط مركز المدينة ، الأمر الذي دفع لعودة مركز حقوق الانسان للمطالبة بفتح تحقيق شامل في المنح المقدمة لمشاريع المياه منذ تسعة أعوام و حتى الآن ( 2016-2025 ) .
جدير بالذكر ان مطالبات أهالي البصرة دخلت يومها الثالث و الستين دون استجابة او حلول حقيقية تذكر ، حيث وصل مستوى الخدمة للجوء الى تزويد المناطق بحوضيات المياه ما اعتبره بعض الأهالي خطوة ترقيعية للازمة التي باتت وتيرتها تتصاعد أكثر فأكثر من خلال التظاهرات و الاعتصامات في مختلف مناطق المحافظة التي تعاني ملوحة المياه منذ اكثر من نصف قرن.
وتعاني محافظة البصرة منذ سنوات من تفاقم ظاهرة اللسان الملحي، والتي تتسبب بتقدم مياه البحر المالحة عبر شط العرب إلى داخل الأراضي الزراعية ومصادر مياه الشرب، بسبب انخفاض مناسيب الأنهار ونقص الإطلاقات المائية.
وسجلت المحافظة خلال مواسم الصيف الماضية أزمات متكررة بسبب ارتفاع نسب الملوحة، مما أدى إلى تضرر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، ونفوق أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية، فضلاً عن احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة بحلول مستدامة لأزمة المياه.