منصة واضح - بغداد
غيّب الموت، اليوم الأحد، البروفيسور داخل حسن جريو، الرئيس الأسبق لجامعة البصرة، عن عمر ناهز 83 عاما، تاركا خلفه إرثا علميا غزيرا وسيرة فكرية استثنائية.
ويُعد الدكتور جريو، من أبرز الأكاديميين العراقيين الذين ساهموا في تطوير التعليم العالي داخل العراق وخارجه، حيث تولّى مناصب رفيعة في عدد من الجامعات العراقية والعالمية، وترك بصمة واضحة في مجال التعليم والبحث العلمي.
يذكر أن الراحل من مواليد السماوة 1942 وخبير في الهندسة الإلكترونية، حائز على أول دكتوراه عراقية في هندسة النظم والحاسوب من جامعة برونيل البريطانية عام 1972، وعلى الأستاذية في هندسة السيطرة والنظم، بعد نيله الماجستير في هندسة الأنظمة من جامعة برونيل 1967، والبكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة لندن عام 1966.
وشغل مناصب عدة أبرزها: رئاسة جامعة البصرة (1985- 1993)، ورئاسة الجامعة التكنولوجية ببغداد، ورئاسة هيئة التعليم التقني، ورئاسة المجمع العلمي العراقي، والمستشار الأكاديمي بديوان رئاسة الجمهورية، ومستشار التعليم التقني بوزارة القوى العاملة بسلطنة عمان، كما اختير عضوا بهيئة تكريم العلماء والمفكرين والمبدعين العراقيين عام 2002.
اختارته مؤسسة الفكر العربي في بيروت، رائدا في الفكر العربي بمجال الهندسة الألكترونية عام 2005، عن دوره في تعريب التعليم الهندسي على مستوى جامعات العراق والوطن العربي.
وكان قد وضع آليات لربط الجامعات العراقية بالقطاع الصناعي رغم ظروف الحصار، وساهم في إعادة تأهيل المجمع العلمي العراقي بعد 2003، كما عرف بدوره البارز في استحداث أقسام ماجستير ودكتوراه وتقنيات متقدمة مثل الميكاترونكس وهندسة البرمجيات قبل عام 2003.
وانتخب الراحل عضوا عاملا بأكاديمية العلوم الدولية تريستا- إيطاليا عام 2006، فيما اختير عضوا مراسلا بمجمع اللغة العربية بدمشق عام 2007، كما شمل بقانون رعاية العلماء العراقيين ذي الرقم (1) لسنة 1993 ضمن الفئة (آ).
حاز على جوائز عدة بينها: جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عام 1989، ووسامي العلم وشارتي العلم من الدرجة الأولى عامي 2001 و2002، كما حاز على أوسمة الاستحقاق العالي أكثر من مرة.
نشر أكثر من 150 بحثا علميا في مجلات ودوريات علمية محكمة داخل العراق وخارجه، وأكثر من 500 مقال ودراسة بوسائل الإعلام المختلفة، فضلا عن نشره نحو 45 كتابا علميا وثقافيا، مؤلفا أو مترجما، وساهم بهيئات تحرير العديد من المجلات العلمية والثقافية.
وبعد مسيرة لا تقل عن ستة عقود، توفي البروفسيور جريو، صباح اليوم الأحد، في منفاه الاختياري بمدينة سيدني الأسترالية، حيث كان أحد رموز الجالية العراقية في القارة الأوقيانوسية، ولم يعرف عنه أي ظهور إعلامي، لكن الحوار أدناه يعد من الظهورات النادرة له مع الزميل يوحنان.