في تصعيد جديد ضمن ساحة المواجهة الرقمية، وجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) اتهامات مباشرة إلى روسيا بتنفيذ "أنشطة سيبرانية ضارة"، اعتبرها تهديدًا خطيرًا لأمن الدول الأعضاء. وجاء ذلك في بيان أصدره الحلف، أكد فيه تضامنه الكامل مع دول مثل إستونيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، التي قال إنها تعرضت مؤخراً لهجمات إلكترونية منسوبة إلى روسيا.
البيان، الذي خلا من أي تفاصيل فنية أو أدلة موثّقة، أشار إلى أن الناتو "يدين بشدة هذه الأنشطة الخبيثة"، مؤكداً استعداده للرد باستخدام "كافة الإمكانات المتاحة"، في إطار ما وصفه بالدفاع عن الأمن السيبراني للحلفاء، وبما يتماشى مع القانون الدولي وبالتنسيق مع شركائه، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي.
ورغم عدم تقديم الحلف لأي إثباتات ملموسة حول طبيعة الهجمات أو توقيتها، فإن اللهجة التصعيدية جاءت منسجمة مع سلسلة مواقف غربية اتهمت موسكو مراراً بالوقوف وراء عمليات قرصنة وتجسس إلكتروني.
من جانبها، نفت روسيا باستمرار أي ضلوع لها في هجمات إلكترونية تستهدف الغرب، معتبرة أن الاتهامات الموجهة إليها تفتقر إلى الدليل وتندرج ضمن سياق سياسي محض. وقد وصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، هذه الاتهامات بأنها "هواية مفضّلة" لدى بعض الحكومات الغربية، متهماً إياها باستخدام الأمن السيبراني ذريعة لتأجيج التوترات وتبرير إجراءات عدائية.
يأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد التوترات الدولية على أكثر من صعيد، فيما تبدو الحرب الرقمية واحدة من أكثر الجبهات تعقيداً وخطورة في العلاقات بين الشرق والغرب.