أطلق مرصد العراق الأخضر تحذيراً شديد اللهجة من كارثة بيئية وإنسانية تلوح في أفق جنوب البلاد، مع تفاقم آثار الجفاف وغياب الحلول الجذرية، وسط معاناة متصاعدة لسكان الأرياف والمناطق الهامشية في محافظة ذي قار.
وأكدت بشرى الطائي، عضو المرصد في المحافظة، أن ذي قار خسرت نحو 11 ألف رأس جاموس منذ عام 2023 وحتى اليوم، ما أدى إلى انخفاض أعداد هذا الحيوان الحيوي إلى أقل من النصف، حيث لم يتبقَ سوى 10 آلاف رأس مقارنة بـ 21 ألفاً في السنوات الماضية.
وأضافت أن الجفاف القاسي أجبر أكثر من 10 آلاف و450 عائلة على النزوح من قرى وأرياف أقضية البطحاء، وسيد دخيل، والرفاعي، والشطرة، والدواية، والغراف، وقلعة سكر، والفجر، وأهوار الطار والجبايش، إلى مراكز المدن مثل الناصرية وأور وسوق الشيوخ وكرمة بني سعيد وغيرها.
وتابعت الطائي أن الجهات المحلية، لا سيما دائرة الهجرة في ذي قار، قدمت مساعدات إنسانية للعوائل النازحة، شملت سلالاً غذائية، وأجهزة كهربائية، بالإضافة إلى برامج توعية وتنمية بشرية لمساعدتهم على التكيف مع ظروف النزوح.
غير أن الأوضاع لم تخلُ من تحديات إضافية، إذ أشارت الطائي إلى أن نقاط التفتيش الأمنية تمنع مربي الجاموس من الانتقال بمواشيهم إلى المناطق التي تتوفر فيها المياه، ما يجبرهم على البقاء في مناطقهم الأصلية بانتظار وصول الإطلاقات المائية، مما يزيد من معدلات النفوق والخسائر الاقتصادية.
ويأتي هذا التحذير بينما تشهد مناطق الأهوار في جنوب العراق واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود، تهدد بتغيير النسيج البيئي والسكاني للمنطقة، في ظل تراجع الإطلاقات المائية من دول الجوار وغياب السياسات المائية الفعالة.