في خطوة غير مسبوقة تعكس تصاعد الاهتمام الأميركي بمنطقة القوقاز، كشف السفير الأميركي لدى تركيا والممثل الخاص في سوريا، توماس باراك، أن واشنطن عرضت استئجار ممر "زانجيزور" الحدودي القريب من إيران لمدة 100 عام، بهدف إدارة الخلاف المزمن بين أذربيجان وأرمينيا، وتسهيل جهود السلام والتكامل الاقتصادي بين الجانبين.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك، أوضح باراك أن النزاع القائم منذ أكثر من عقد حول ممر يمتد بطول 32 كيلومتراً، بات بحاجة إلى تدخل دولي مباشر، قائلاً:
"أذربيجان وأرمينيا وتركيا جميعهم في قلب هذه المسألة، والولايات المتحدة عرضت أن تتولى إدارة الطريق بالكامل على شكل إيجار يمتد لقرن، مع ضمان استخدامه من قبل الجميع".
ويُعتبر ممر زانجيزور مشروعاً استراتيجياً تطمح أذربيجان من خلاله إلى ربط أراضيها الرئيسية بإقليم ناخيتشيفان، الواقع على الحدود الإيرانية والمفصول عن باقي الأراضي الأذرية بمقاطعة سيونيك الأرمنية. بينما ترفض يريفان التخلي عن سيادتها على هذا الممر، مع إبداء استعدادها لفتحه أمام التنقل الأذربيجاني ضمن شروط سيادية صارمة.
باراك أشار أيضاً إلى أن أرمينيا، التي عارضت المشروع بشدة في بداياته، بدأت تتبنى نهجاً أكثر مرونة تجاه فرص التكامل الاقتصادي في المنطقة، ما قد يُمهّد لتفاهمات جديدة تنهي حالة الجمود.
وفي وقت سابق، وتحديداً في آب 2024، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على دعم موسكو لإبرام معاهدة سلام شاملة بين أرمينيا وأذربيجان، تتضمن رفع القيود على حركة النقل والاتصالات، لا سيما عبر مقاطعة سيونيك التي تمثل نقطة التماس الحساسة في هذا النزاع الجيوسياسي المعقّد.
التحرك الأميركي الأخير قد يفتح صفحة جديدة في النزاع الأرميني الأذربيجاني، لكن يبقى السؤال: هل تقبل الأطراف الإقليمية بمثل هذا النفوذ طويل الأمد قرب إحدى أكثر النقاط حساسية على الحدود الإيرانية؟