أدى استهداف سيارة في جنوب لبنان بمسيرة إسرائيلية إلى سقوط قتيل، وذلك في بلدة المنصوري قرب ملعب الإمام موسى الصدر، فيما اشتعلت النيران في الموقع المستهدف، وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء قرى القطاع الغربي ولا سيما قضاء صور، وإطلاق قنابل مضيئة فوق بلدة يارون الحدودية.
ويأتي الهجوم الإسرائيلي على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر 2024، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصف أهداف مختلفة داخل الأراضي اللبنانية، مع الإبقاء على وجودها في خمس مرتفعات استراتيجية، بزعم منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية.
وفي المقابل، يتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار، معتبرًا استمرار الضربات وبقاء القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية تصعيدًا خطيرًا قد يهدد استقرار المنطقة. وأبدى الرئيس اللبناني جوزيف عون استعدادًا للتفاوض مع تل أبيب لوقف الغارات، لكنه لم يتلق أي رد حتى الآن.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الخلاف الداخلي اللبناني حول سلاح حزب الله، حيث أصدرت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي، بضغط أميركي، قرارًا بتجريد الحزب من سلاحه ووضع خطة من خمس مراحل لسحبه، في خطوة رفضها الحزب واعتبرها مخالفة للميثاق الوطني، مؤكداً أن المحافظة على قدراته العسكرية ضرورية لأمن لبنان.
وسط هذه الأجواء المتوترة، تتصاعد المخاوف من اتساع نطاق التصعيد بين إسرائيل ولبنان، ما يضع المنطقة على حافة مواجهة عسكرية جديدة قد تكون متفجرة على الحدود الجنوبية.