سجّلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 2%، اليوم الأربعاء، مدفوعة بتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية وتزايد التفاؤل بإمكانية إنهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، في خطوة من شأنها إعادة النشاط الاقتصادي وتعزيز التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل.
وقفز الذهب الفوري إلى 4208.98 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر، فيما صعدت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 2.4% لتستقر عند 4213.60 دولاراً للأونصة. وفي المقابل، تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنسبة 1% إلى أدنى مستوى له منذ 5 نوفمبر، ما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل الغموض السياسي والاقتصادي الذي تشهده واشنطن.
وقال بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع في «تي دي سيكيوريتيز»، إن الأسواق تتوقع أن تُظهر البيانات الاقتصادية القادمة ضعفاً في أداء الاقتصاد الأميركي، الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى زيادة مراكزهم الشرائية في الذهب وتغطية المراكز البيعية السابقة. ويُرتقب أن يصوّت مجلس النواب الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، على اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ البلاد والذي استمر 42 يوماً، متسبباً بخسائر اقتصادية واسعة وتعليق نشر البيانات الرسمية.
في الوقت ذاته، قفزت أسعار الفضة بنسبة 4.6% لتصل إلى 53.58 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ 17 أكتوبر، وسط مؤشرات على نقص المعروض في الأسواق، بحسب المحلل في «آر جي أو فيوتشرز» بوب هابر كورن، الذي أكد أن هذا العامل يغذي الارتفاع الحالي ويمنح الذهب مزيداً من الزخم.
كما دعمت توقعات خفض الفائدة أداء المعادن الثمينة، بعد أن أظهرت بيانات «إيه دي بي» أن الشركات الأميركية فقدت نحو 11,250 وظيفة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربع المنتهية في 25 أكتوبر، ما يعكس استمرار ضعف سوق العمل. وتشير توقعات الأسواق، وفق أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، إلى احتمال بنسبة 65% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المقبل.
واستفادت المعادن الأخرى من موجة الصعود، إذ ارتفع البلاتين بنسبة 2% ليصل إلى 1616.80 دولاراً للأونصة، بينما صعد البلاديوم بنسبة 2.5% مسجلاً 1480.58 دولاراً للأونصة، لتغلق الأسواق على مكاسب قوية مدفوعة بتوجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط تزايد الضبابية في المشهد الاقتصادي الأميركي.