منصة واضح - اقتصاد
شهدت الأسواق العالمية موجة بيع حادة بعد أن تصاعدت المخاوف من أن الارتفاع الكبير في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي قد بلغ ذروته، مما أثار قلق المستثمرين حول احتمالية حدوث تصحيح قوي في الأسواق بعد سلسلة من المكاسب القياسية. وتراجعت البورصات الأميركية والآسيوية والأوروبية بشكل متزامن، وسط تحذيرات من كبار المصرفيين بشأن احتمال حدوث تقلبات كبيرة في الفترة المقبلة. وفي الولايات المتحدة، سجّل مؤشر ناسداك التكنولوجي وإس آند بي 500 أكبر خسارة يومية لهما منذ نحو شهر، إذ هبط ناسداك بنسبة 2% بينما خسر إس آند بي 500 أكثر من 1% من قيمته متأثراً بتراجع أسهم التكنولوجيا، مع تعرض أسهم الشركات الكبرى في قطاع الذكاء الاصطناعي لضغوط شديدة.
تراجعت أسهم ما يُعرف بـ «السبعة الكبار» في القطاع، وتشمل شركات إنفيديا وأمازون وأبل ومايكروسوفت وتسلا وألفابت مالكة غوغل وميتا مالكة فيسبوك وإنستغرام وواتساب، بعد أن هبط سهم شركة تحليل البيانات بالانتير بنحو 8% رغم إعلانها رفع توقعات الإيرادات قبل يوم واحد فقط، في مؤشر على هشاشة السوق أمام أي ضغوط خارجية. وأثارت مواقف المستثمر الأميركي الشهير مايكل بيري، الذي توقع الأزمة المالية العالمية في 2008، موجة بيع إضافية بعد رهانه ضد أسهم بالانتير وإنفيديا، ما دفع الأسواق إلى موجة تراجع حادة. ورد الرئيس التنفيذي لشركة بالانتير أليكس كارب في مقابلة مع شبكة CNBC، منتقداً ما وصفه بمحاولات التشكيك في ثورة الذكاء الاصطناعي، مؤكداً استمرار الشركة في مسارها الاستثماري رغم الضغوط.
امتدت موجة الهبوط سريعاً إلى الأسواق الآسيوية، حيث سجلت أكبر تراجع لها في سبعة أشهر، مع انخفاض مؤشرات اليابان وكوريا الجنوبية أكثر من 5% عن مستوياتها القياسية التي سجلتها قبل يوم واحد فقط. وفي أوروبا، شهدت بورصات لندن وباريس وفرانكفورت تراجعات طفيفة، في وقت حذر فيه رؤساء بنوك كبرى مثل مورغان ستانلي وغولدمان ساكس من احتمال حدوث تصحيح قوي في الأسواق، بينما أعرب الرئيس التنفيذي لجي بي مورغان تشيس جيمي ديمون عن توقعه «احتمال انهيار الأسواق خلال فترة تتراوح بين ستة أشهر وعامين». وأشار محلل الأسواق في دويتشه بنك، جيم ريد، إلى أن اليوم الأخير كشف عن تحول واضح نحو تجنب المخاطر، بعد أن بدأت المخاوف بشأن تضخّم تقييمات شركات التكنولوجيا تضرب ثقة المستثمرين بشكل ملحوظ.
ويرى محللون أن موجة الهبوط الأخيرة قد تكون إشارة إلى بداية تصحيح طبيعي بعد الارتفاعات غير المسبوقة في أسهم الذكاء الاصطناعي، إذ يتركز الجزء الأكبر من الاستثمارات في عدد محدود من الشركات العملاقة مثل أوبن إيه آي وإنفيديا، بينما لم تتحقق حتى الآن عوائد ملموسة تتناسب مع التوقعات الضخمة. وامتدت المخاوف إلى الأصول عالية المخاطر، حيث انخفض سعر بيتكوين لفترة وجيزة دون 100 ألف دولار للمرة الأولى منذ يونيو، بعد أن كان قد سجل مستوى قياسياً تجاوز 126 ألف دولار في مطلع أكتوبر، وسجلت العملة المشفرة انخفاضاً بنسبة 3.7% خلال الشهر الماضي، في أسوأ أداء شهري لها منذ عقد، وفقاً لبيانات كوين ماركت كاب.