منصة واضح -بغداد
يشهد العراق نقلةً نوعيَّةً في قطاع الطاقة مع افتتاح مصفاة البصرة الجديدة المطابقة للمعايير البيئيَّة العالميَّة، والتي تعمل بطاقةٍ إنتاجيَّةٍ تصل إلى (50) ألف برميلٍ يوميّاً من النفط الأسود المكرّر.
ويُعدّ المشروع خطوةً إستراتيجيَّةً ضمن منظومة تطوير شركة مصافي الجنوب، تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتيِّ بالمشتقات النفطيَّة وتقليل الواردات، وتحقيق عوائد كبيرةٍ بالعملة الصعبة.
وأوضح المدير العامُّ لشركة مصافي الجنوب، حسام حسين وليفي تصريح تابعته "واضح"، أنَّ "التشغيل الابتدائيَّ للوحدتين (11 و12)، المنتجتين للبنزين عالي الأوكتان وزيت الغاز المهدرج، يجري تدريجيّاً قبل الدخول في مرحلة التشغيل النهائيِّ، مشيراً إلى اعتماد المصفاة تقنياتٍ حديثةً تُحوِّل الفائض من النفط الأسود إلى منتجاتٍ نفطيَّةٍ عالية القيمة مطابقةٍ للمواصفات الأوروبيَّة(يورو 5)، مع تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء".
وتبلغ الطاقة التصميميَّة للمصفاة (4.2) ملايين لتر من البنزين و(1.6) مليون لترٍ من زيت الغاز يوميّاً، لتغطية نحو (20 %) من الطلب المحليِّ، بينما تجاوزت الطاقة التكريريَّة الحاليَّة لمصافي الجنوب (300) ألف برميلٍ يوميّاً من المشتقات البيضاء والغاز المنزليِّ.
وتسعى وزارة النفط لتوسعة مشاريع المصافي الأخرى، بما في ذلك مصفاة الفاو الاستثماريَّة بطاقة (300) ألف برميلٍ يوميّاً، وصولاً إلى مليون برميلٍ قياسيّ، مما سيُحوِّل العراق إلى دولةٍ مصدِّرةٍ للمشتقات النفطيَّة ويُعزّز الاقتصاد الوطنيَّ.
في موازاة ذلك، واستناداً إلى توجيهات رئيس مجلس الوزراء، محمّد شياع السودانيّ، عقدت الجهات المعنيَّة سلسلة اجتماعاتٍ لتذليل العقبات أمام أصحاب محطات الوقود ومعامل تعبئة الغاز.
وشملت الإجراءات إعادة النظر بالآليات الإداريَّة والماليَّة، توحيد جهة الإشراف والمتابعة، اعتماد نظامٍ إلكترونيٍّ للدفع والتحصيل، مراجعة العقود القديمة، وضمان أسعارٍ عادلةٍ ومستقرَّة، إضافةً إلى توفير تسهيلاتٍ للمحطات في المناطق النائية، ودعم الصناعات الوطنيَّة عبر شراء التجهيزات محليّاً، بما يُسهم في تعزيز الشفافيَّة والكفاءة وتحسين جودة الخدمة للمواطنين.