في خطوة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين طهران ومينسك، أعلنت اللجنة العسكرية الصناعية الحكومية في بيلاروسيا، اليوم الأربعاء، توقيع اتفاق شامل مع إيران لتطوير التعاون في المجالين العسكري والتقني، بما يمهّد لتوسيع العلاقات الدفاعية بين البلدين على المدى الطويل.
وجاء الإعلان في بيان رسمي نُشر عبر قناة وزارة الخارجية البيلاروسية على تطبيق "تلغرام"، أوضح أن أعمال الوفد البيلاروسي خلال زيارته إلى طهران أثمرت عن توقيع البروتوكول النهائي لاجتماع اللجنة المشتركة للتعاون العسكري التقني.
وشهد ختام الاجتماع توقيع وثيقة موسّعة بين رئيس اللجنة العسكرية الصناعية البيلاروسية دميتري بانتوس ونائب وزير الدفاع الإيراني مسعود أوراي، أكدت على "وضع أسس راسخة لتطوير التعاون المشترك في المجال العسكري الفني بين البلدين خلال السنوات المقبلة".
وأشار البيان إلى أن الوفد البيلاروسي، الذي وصل إلى إيران في زيارة عمل رسمية أمس الثلاثاء، شارك في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة البيلاروسية – الإيرانية، والذي وُصف بأنه الحدث الأبرز في جدول الزيارة، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز الشراكة الدفاعية وتوسيع مجالات التعاون العسكري.
وخلال الاجتماعات، أجرى الوفدان تحليلاً مفصلاً للمشاريع الجارية، وناقشا فرص التعاون المستقبلية في مجالات جديدة ذات أولوية، مؤكدين على "الاهتمام المشترك بتعميق التعاون ضمن إطار إحلال الواردات وتعزيز السيادة التكنولوجية لكلا البلدين".
كما عقد رئيسا الوفدين اجتماعاً منفصلاً تناول المسائل الحيوية المرتبطة بتطوير التعاون العسكري التقني، وناقشا مشاريع جديدة ذات طابع استراتيجي من شأنها دعم القدرات الدفاعية وتعزيز الاستقلال الصناعي العسكري لكل من طهران ومينسك.
وشمل برنامج الزيارة جولات ميدانية لعدد من المجمعات الصناعية العسكرية الإيرانية، حيث تم الاطلاع على مستوى التقدم في الصناعات الدفاعية الإيرانية وآليات تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين البلدين، مع تأكيد متبادل على استمرار الالتزام بتنفيذ المشاريع المشتركة بنجاح.
ويُنظر إلى هذا الاتفاق الجديد كخطوة مهمة في مسار التعاون العسكري بين إيران وبيلاروسيا، والذي شهد تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في ظل سعي البلدين إلى تعزيز استقلالهما الصناعي والدفاعي في مواجهة العقوبات الغربية وتنامي التحديات الأمنية الإقليمية.