في أول تعليق علني بعد الجدل الذي أثاره تسريب فيديو زفاف ابنته، خرج المستشار السياسي للمرشد الإيراني الأعلى علي شمخاني عن صمته، موجهاً رسالة لاذعة عبر منصة "إكس" كتب فيها بالعبرية: "ما زلت حياً أيها الأوغاد"، في ما فُهم على أنه رد مباشر على محاولة استهدافه سياسياً وإعلامياً.

وجاءت تغريدة شمخاني عقب انتشار مقطع مصوّر من حفل زفاف ابنته الذي أُقيم قبل نحو عام ونصف في أحد فنادق طهران، وأثار ضجة واسعة في الأوساط الإيرانية. فقد اعتبره منتقدون رمزاً لبذخ غير مقبول في وقت تواجه فيه البلاد أزمات اقتصادية خانقة، فيما وصفت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري تسريب الفيديو بأنه "عمل غير أخلاقي وغير قانوني يهدف إلى تشويه رموز النظام".

وأشارت تقارير محلية إلى أن توقيت نشر الفيديو ليس عفوياً، إذ جاء بعد سلسلة من التصريحات التي أدلى بها شمخاني مؤخراً حول المفاوضات النووية، ما فُسّر كسبب وراء الهجوم المنسق عليه.

وفي خضم الاتهامات المتبادلة، نفت مصادر مقربة من الرئيس الأسبق حسن روحاني أي علاقة لفريقه بتسريب الفيديو، مؤكدة أن الحملة تستهدف "زرع الانقسام داخل مؤسسات النظام"، ومشددة على أن روحاني "لا يعلّق إلا عبر قنواته الرسمية".

ويُذكر أن العلاقة بين شمخاني وروحاني توترت مجدداً قبل أسابيع، بعد مقابلة تلفزيونية كشف فيها شمخاني أنه أبلغ روحاني بمسؤولية الحرس الثوري عن إسقاط الطائرة الأوكرانية عام 2020، وهو ما نفاه روحاني لاحقاً، ما أعاد الخلافات القديمة بين الرجلين إلى الواجهة.

وفي سياق متصل، رأت صحيفة "كيهان" المقربة من التيار المحافظ أن نشر الفيديو يدخل ضمن "حرب نفسية منظمة ضد رموز الردع الإيرانية"، معتبرة أن شمخاني يمثل "أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في ترسيخ منظومة الدفاع الإيرانية"، وأن الهجمات الإعلامية الأخيرة تأتي ضمن محاولة لزعزعة الموقف الداخلي وإضعاف الجبهة السياسية للبلاد.