أعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الجمعة، عن فتح تحقيقات وإقالة نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الجنرال هي ويدونغ وثمانية مسؤولين عسكريين كبار آخرين، بتهم تتعلق بالفساد. وتعد هذه الخطوة أحدث حلقات الحملة الواسعة التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ لمكافحة الفساد في الأوساط المدنية والعسكرية على حد سواء.

ويعتبر منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية ثالث أعلى موقع في هرم القيادة العسكرية بعد رئيس الدولة شي جين بينغ، ويأتي غياب الجنرال هي ويدونغ عن الظهور العام منذ عدة أشهر ليزيد من التكهنات حول مصيره. وقد غاب أيضاً عن العرض العسكري الكبير الذي أقيم في 3 سبتمبر الماضي في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع، تشانغ شياوغانغ، أن الضباط التسعة أُقيلوا من صفوف الجيش، وأن هي ويدونغ وسبعة آخرين أعضاء أيضاً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قد طُردوا من مواقعهم الحزبية. وأكد المتحدث أن هذه العقوبات الصارمة تعكس "التصميم الثابت" على مكافحة الفساد وتعزيز الانضباط.

وتأتي هذه الإجراءات بعد سلسلة من الإقالات السابقة، مثل إبعاد الأميرال مياو هوا في يونيو الماضي بسبب "انتهاكات خطيرة للانضباط"، وهو تعبير غالباً ما يُستخدم للإشارة إلى الفساد أو فقدان الولاء السياسي. منذ توليه السلطة في 2012، جعل شي جين بينغ محاربة الفساد أولوية استراتيجية، فيما يرى مؤيدوه أن الحملة تعزز النزاهة، بينما يعتبرها منتقدوه أداة لإقصاء الخصوم السياسيين المحتملين.

وتأتي هذه الإقالات قبل ثلاثة أيام فقط من انعقاد الجلسة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي، والتي ستستمر أربعة أيام لتحديد الإطار العام للأهداف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للسنوات الخمس المقبلة، بدءاً من 2026.