أكد وزير النفط حيان عبد الغني، اليوم السبت، بدء العمل الفعلي في مشروع إعادة بناء الأنبوب البحري الثالث في ميناء الفاو الكبير، مشيراً إلى أن المشروع يُعدّ من أهم المشاريع الاستراتيجية في منظومة التصدير الوطنية، إذ يهدف إلى رفع الطاقة التصديرية للعراق بأكثر من مليوني برميل يومياً، وإعادة تشغيل ميناء العمية النفطي بعد توقف دام سنوات طويلة.
وأوضح عبد الغني، خلال مؤتمر صحفي عقب افتتاح المشروع، أن الأنبوب الجديد سيمتد لربط مستودع الفاو النفطي بموانئ التصدير في الخليج، منها ميناء البصرة والعُمية، إلى جانب إنشاء منصة عائمة جديدة لزيادة الطاقة التصديرية. وبيّن أن الطاقة التصميمية للأنبوب تصل إلى 2.4 مليون برميل يومياً، بينما تبلغ طاقته التشغيلية أكثر من مليوني برميل.
وأشار الوزير إلى أن المشروع، الذي وُضع أساسه بتمويل من القرض الياباني، يُموّل حالياً من الموازنة العامة نظراً لأهميته، مبيناً أنه يُنفذ عبر ائتلاف شركتين تركية وإيطالية متخصصتين في المشاريع البحرية الكبرى، وقد باشرت أعمال المسح البحري فعلياً تمهيداً للمراحل التالية من التنفيذ.
وأضاف عبد الغني أن المشروع ينفذ على ثلاث مراحل، تشمل إعادة تشغيل ميناء العُمية تدريجياً وربط الأنبوب بميناء البصرة النفطي ونصب منصة عائمة بطاقة 900 ألف برميل يومياً، متوقعاً إنجاز المرحلة الأولى خلال أقل من عامين.
وفي سياق متصل، كشف الوزير عن تفاصيل الاتفاق الأخير مع شركة "إكسون موبيل"، مبيناً أنه يتضمن تطوير حقل مجنون وتنفيذ مشاريع خارج العراق تشمل إنشاء خزانات للنفط العراقي خارج منطقة الخليج، بهدف تعزيز المرونة في عمليات التصدير وتحقيق مكاسب مالية إضافية.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل منظومة التصدير الجنوبية بالكامل، مشدداً على التزام العراق بحصته الإنتاجية ضمن منظمة "أوبك" ودوره في الحفاظ على استقرار السوق النفطية العالمية.
من جانبه، أوضح مدير مشروع الأنبوب البحري الثالث في شركة نفط البصرة المهندس حسين عزيز، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في منظومة التصدير العراقية، بفضل قدرته على تعزيز المرونة التشغيلية من خلال ثلاثة منافذ رئيسية، مؤكداً أن الأعمال الميدانية انطلقت بوتيرة متسارعة لتحقيق أهداف الحكومة في دعم موقع العراق كمصدر نفطي عالمي مستقر.