أعلنت حركة حماس، اليوم الثلاثاء (7 تشرين الأول 2025)، انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، والتي تناولت بشكل رئيسي جدول انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، ضمن جهود إقليمية ودولية مكثفة لوقف الحرب المستمرة منذ عامين.
وأكد وليد الكيلاني، المتحدث باسم الحركة، في تصريح متلفز، أن حماس أصرت على ربط أي عملية تبادل للأسرى الإسرائيليين بانسحاب كامل ومتزامن للقوات الإسرائيلية من القطاع، موضحًا أن الحركة تعتبر هذا المبدأ أساسياً لأي اتفاق نهائي.
وقال الكيلاني "لن يكون هناك إفراج عن آخر أسير إسرائيلي ما لم ينسحب آخر جندي من غزة، هذه قاعدة واضحة وضعناها منذ البداية".
وأشار إلى أن المفاوضات شهدت نقاشات معقدة حول تفاصيل الانسحاب، خصوصاً ما يتعلق بترتيبات الميدان والضمانات، مضيفاً أن المقاومة الفلسطينية تبحث عن صيغة عادلة تنهي الحرب وتضمن الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني.
وأضاف المتحدث باسم الحركة أن الموقف الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو، ما يزال العقبة الأكبر أمام التوصل إلى اتفاق، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يعمل دائماً على تعطيل أي تقدم حقيقي في مسار المفاوضات".
من جانبه، أكد خليل الحية، رئيس وفد حماس المفاوض، أن وفد الحركة وصل إلى شرم الشيخ لإجراء مفاوضات وصفها بأنها "مسؤولة وجادة"، تهدف إلى إنهاء الحرب المجنونة التي شنها الاحتلال على غزة، والتي خلفت دماراً واسعاً وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وقال الحية في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" "نحن ملتزمون بأهداف شعبنا في الحرية والاستقرار وتقرير المصير، وجئنا إلى المفاوضات بجدية لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين".
وأضاف أن إسرائيل تواصل القتل والإبادة وتتنصل من التزاماتها، مطالباً بوجود ضمانات دولية حقيقية لوقف العدوان بشكل نهائي، ومثمّناً في الوقت نفسه الجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة، إضافة إلى دعم عدد من الدول العربية والإسلامية، لإنهاء الصراع.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان حركة حماس، في الثالث من أكتوبر الجاري، موافقتها على المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والذي يتضمن تبادل جميع الأسرى والمحتجزين، وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية مستقلة (تكنوقراط) تحظى بتوافق وطني ودعم عربي وإسلامي.
ويُذكر أن خطة ترامب، التي تم عرضها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، صاغها بالتعاون مع مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، بمشاركة توني بلير وجاريد كوشنر، وتهدف إلى وضع حد نهائي للحرب في غزة ورسم ملامح مرحلة ما بعد النزاع.