أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين التزام العراق بنهج السياسة الخارجية المتوازنة القائمة على مبادئ الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشدداً على سعي العراق الدائم إلى بناء علاقات إيجابية قائمة على التعاون والصداقة مع محيطه العربي والإقليمي والدولي.

جاء ذلك خلال الاحتفال الوطني الذي أقامته وزارة الخارجية في المدرسة المستنصرية العريقة ببغداد بمناسبة اليوم الوطني لجمهورية العراق، برعاية وحضور الوزير فؤاد حسين، وبمشاركة عدد من رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة لدى العراق، إلى جانب وزير الثقافة الدكتور أحمد فكاك البدراني وعدد من الشخصيات الرسمية.

وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، قال وزير الخارجية إن اليوم الوطني يمثل محطة رمزية لانطلاق الدولة العراقية الحديثة بانضمام العراق إلى عصبة الأمم عام 1932، مشيراً إلى أن “العراقيين، بتضحياتهم وإصرارهم، صاغوا هوية وطنهم ورسخوا إرثه الحضاري والإنساني عبر الأجيال”.

وأضاف حسين أن تأسيس الدولة العراقية لم يكن مجرد حدث سياسي، بل هو تجسيد لإرادة أبناء العراق في بناء دولة ذات مكانة رفيعة بين الأمم، مؤكداً في الوقت ذاته التزام العراق بنظامه الديمقراطي الاتحادي واحترام دستوره الدائم، ومواصلته العمل لترسيخ موقعه الفاعل في المجتمع الدولي.

وأوضح الوزير أن وزارة الخارجية بذلت خلال السنوات الأخيرة جهوداً كبيرة لتعزيز حضور العراق الإقليمي والدولي، والدفاع عن مصالحه العليا في مختلف المحافل، مشيراً إلى أن هذه الجهود أثمرت عن استعادة العراق لدوره الريادي ومكانته التاريخية في المنطقة.

وتخلل الحفل عرض وثائقي تاريخي تناول مشهد انضمام العراق إلى عصبة الأمم عام 1932 باعتباره محطة مفصلية في مسيرة الدولة الحديثة، أعقبه تقديم شرح عن تاريخ المدرسة المستنصرية ومكانتها العلمية والحضارية كأحد أبرز رموز الإرث الثقافي العراقي.

واختُتم الاحتفال بالتأكيد على أهمية اليوم الوطني كرمزٍ للوحدة والسيادة وتجدد العزم على بناء عراقٍ مستقرٍ ومزدهرٍ يسهم بفاعلية في إرساء الأمن والسلام والتنمية في المنطقة والعالم.