منصة واضح -بغداد

يستعد الشعب العراقي للاحتفال باليوم الوطني، في أجواء يغلب عليها الطابع الاحتفالي، بعد أن بدأت التحضيرات مبكراً من خلال تزيين العاصمة بغداد وعدد من المحافظات بمظاهر الزينة والفرح وعبر احتفالاً مركزياً في ساحة الاحتفالات وسط بغداد.

لماذا اختير 3 تشرين الأول عيداً وطنياً للعراق؟

يُعد يوم 3 تشرين الأول محطة مفصلية في التاريخ العراقي الحديث، إذ صادف في عام 1932 انضمام العراق رسمياً إلى عصبة الأمم، ليصبح بذلك أول دولة عربية تنال عضويتها الكاملة في هذه المنظمة الدولية، وذلك بعد خروجه من حالة الانتداب البريطاني.

 

وجاء هذا القرار بعد أن أقرت الجمعية العامة لعصبة الأمم في جلسة رسمية، أهلية العراق لنيل الاستقلال الكامل، بناءً على طلب الانضمام المُقدَّم من المملكة العراقية بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق نوري باشا السعيد، بتاريخ 12 تموز 1932.

وتشير الوثائق المحفوظة في أرشيف عصبة الأمم بجنيف -ونشرتها وزارة الخارجية- إلى أن الموافقة على انضمام العراق جاءت نتيجة استيفائه لمقومات الدولة الحديثة، مثل:

-وجود حكومة مستقلة وقادرة على إدارة شؤون البلاد

-اعتراف دولي بوحدته وسيادته

-وجود مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية فاعلة

-التزامه بالمعاهدات والمواثيق الدولية

-امتلاكه لحدود معترف بها ومصادر مالية مستقرة

وإن اختيار هذا اليوم للاحتفال بالعيد الوطني يرمز إلى الاستقلال الحقيقي للعراق، وخروجه من الوصاية الدولية إلى دولة ذات سيادة، وهو ما يجعل من 3 تشرين الأول علامة فارقة في التاريخ السياسي للعراق الحديث، تستحق أن تُخلّد سنوياً.

رحلة اعتماد 3 تشرين الأول عيدًا وطنيًا

ورغم رمزية حدث انضمام العراق لعصبة الأمم، لم تعتمد الحكومات العراقية المتعاقبة هذا التاريخ عيداً وطنياً، خاصة بعد ثورة 14 تموز 1958 التي أسقطت النظام الملكي، حيث طغت الرمزية الثورية على المناسبات الرسمية.

وبعد عام 2003، ظهرت مقترحات لاعتماد 9 نيسان عيداً وطنياً باعتباره يمثل سقوط النظام السابق، لكن المقترح جوبه برفض شعبي واسع نظراً لما يحمله من دلالات تتعلق بالاحتلال وفقدان السيادة، وفي ضوء ذلك، اتجهت الأنظار مجدداً إلى يوم الاستقلال الحقيقي، الثالث من تشرين الأول، حيث أُعيد طرحه كمناسبة وطنية تعبّر عن السيادة والانضمام إلى المجتمع الدولي، فصدر قرار في شباط 2008 باعتماده عيداً وطنياً، إلا أن هذا القرار لم يُفعّل إلا في أيلول 2020 حين أقرّته الحكومة بشكل رسمي.

ورغم وجود آراء تاريخية تعتبر أن الاستقلال في 1932 لم يكن كاملاً بسبب بقاء بعض التأثيرات البريطانية، فإن عدداً كبيراً من المؤرخين يؤكدون أن هذا اليوم يحمل دلالة وطنية وسياسية لا يجوز التغافل عنها، كونه يمثل أول اعتراف دولي بسيادة العراق واستقلاله، ويجسّد بداية حقيقية لمسيرته كدولة ذات كيان سياسي معترف به.

التحضير مبكراً ونشر مظاهر الفرح

وقبل اليوم الوطني.. وجّه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الوزارات والمحافظات العراقية كافة بالاستعداد لإحياء فعاليات اليوم الوطني العراقي، الذي يصادف الثالث من تشرين الأول/أكتوبر، عبر تنظيم مظاهر احتفالية.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، تلقته "واضح"، أن "السوداني دعا إلى إعلان مظاهر الاحتفال في جميع المحافظات والوزارات، بمناسبة اليوم الوطني، تأكيداً على رمزية المناسبة الوطنية في تعزيز الهوية الوطنية والوحدة بين أبناء الشعب العراقي".

 

وأشار البيان إلى أن "التوجيهات شملت رفع العلم العراقي في الساحات والأماكن العامة، وتنظيم فعاليات ثقافية واجتماعية متنوعة وفقاً لما حددته اللجنة المختصة، التي شُكّلت بموجب توجيه من رئيس الوزراء بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر الجاري"، كما تقرر إقامة احتفالات داخل العراق وخارجه.

بالمدفعية والطائرات.. العراق يحتفي بذكرى العيد الوطني

أكد رئيس خلية الاعلام الامني، الفريق سعد معن، أنه سيتم سماع اصوات انفجارات عبارة عن إطلاق مدفعي ضمن ممارسات وتمترين استعدادية في إطار احتفالات البلاد باليوم الوطني.

وقال معن في بيان تلقته "واضح"، إنه "سيتم سماع اصوات انفجارات عبارة عن إطلاق مدفعي ضمن ممارسات وتمترين استعدادية في إطار احتفالات البلاد باليوم الوطني".

وأوضحت قيادة عمليات بغداد في السياق نفسه، بأن مديرية المدفعية في وزارة الدفاع ستقوم برشقة لعدد من الاطلاقات في ساحة الاحتفالات بجانب الكرخ احتفالا باليوم الوطني العراقي.

وقالت القيادة في بيان تلقته "واضح"، إنه "استعداداً (لليوم الوطني العراقي) ستقوم مديرية المدفعية في وزارة الدفاع برشقة لعدد من الاطلاقات في ساحة الاحتفالات بجانب الكرخ، وذلك ابتهاجاً بهذه المناسبة"، مشيرة الى أن "هذا الفعاليات تجسد فخرنا بانتمائنا الوطني، وتعكس استعداد مؤسسات الدولة العسكرية للاحتفاء بالسيادة والوحدة والاستقلال".

فيما كانت قد أعلنت وزارة الدفاع، اليوم الخميس عن تنفيذ استعراض جوي في سماء بغداد احتفالاً باليوم الوطني العراقي.

وقالت الوزارة في بيان تلقته " واضح"، إنه "بمناسبة اليوم الوطني العراقي، تستعد وزارة الدفاع، ممثلةً بقيادة القوة الجوية وطيران الجيش، لتنفيذ استعراض جوي مميز يجوب سماء العاصمة، وذلك في إطار احتفالات البلاد بهذا اليوم الوطني المجيد الموافق يوم الجمعة القادم الثالث من تشرين أول الجاري".

وأضافت الوزارة، أنه "نود أن نلفت عناية المواطنين الكرام إلى أن حركة الطيران التي تُلاحظ في سماء بغداد خلال الثلاثة ايام القادمة تأتي ضمن ممارسات وتمارين استعدادية ينفذها أبطال القوة الجوية وطيران الجيش تحضيراً للاستعراض الجوي الذي سيُقام بهذه المناسبة العزيزة".

وتابعت، أن "هذه الأنشطة تجسد فخرنا بانتمائنا الوطني، وتعكس استعداد مؤسسات الدولة العسكرية للاحتفاء بالسيادة والوحدة والاستقلال".

ودعت الوزارة المواطنين إلى "التفاعل الإيجابي مع هذه المناسبة الوطنية، سواء من خلال الحضور، أو المتابعة عبر القنوات الرسمية".

 

حفلاً مركزياً في ساحة الاحتفالات

احتفاءً باليوم الوطني، تستعد العاصمة بغداد، يوم غد الجمعة، لاحتضان حفلٍ مركزي كبير في ساحة الاحتفالات، يحييه نخبة من نجوم الفن العراقي، من بينهم الفنانة أصيل هميم، والفنان علي جاسم، والفنان حاتم العراقي، في أمسية غنائية تعبّر عن الفرح الوطني وتعكس تنوّع الثقافة العراقية.

يوم وطني مليء بالإنجازات

يتزامن الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مع ما يشهده العراق من نهضة شاملة وحراك حكومي واسع، تمثّل بحملة عمرانية كبرى، وإنجازات ملموسة على مختلف الأصعدة، من بينها الأمن والدبلوماسية والرياضة، بالإضافة إلى التحسن الملحوظ في البنية التحتية والخدمات. كما ساهم هذا التقدم في تحسين صورة العراق خارجياً، ليصبح وجهةً متزايدة للسياحة العربية والأجنبية، ويعزز حضوره على الساحة الإقليمية والدولية.