قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، اليوم الأربعاء (1 تشرين الأول 2025)، إن حزب الله يمتلك القدرة على قلب الموازين في لبنان متى ما أراد ذلك، موضحاً أن التزامه الحالي بالهدوء يعود إلى رغبته بعدم الإخلال بوقف إطلاق النار القائم مع إسرائيل. وأشار لاريجاني إلى أن الحزب لا يحتاج إلى دعم خارجي في مجال التسليح، مؤكداً أن قدراته الذاتية كافية، وأن موقفه يعكس قراراً سياسياً مدروساً.
وجاءت هذه التصريحات عقب زيارة لاريجاني إلى بيروت في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي للمشاركة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين بغارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية. وخلال الزيارة التقى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في عين التينة، حيث شدد على أن الأميركيين لا يحق لهم أن ينصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب اللبناني.
وفي رده على تصريحات المبعوث الأميركي توم براك حول تلقي حزب الله ملايين الدولارات شهرياً كمساعدات، قال لاريجاني إن براك كان غاضباً حين أدلى بمثل هذه الأقوال، مضيفاً أنه أبدى الموقف نفسه في مؤتمر صحفي سابق في المكان ذاته. كما دعا لاريجاني القوى السياسية اللبنانية إلى التوافق فيما بينها لإيجاد حلول للأزمات الداخلية، مشيراً إلى أن لبنان دولة صديقة لطهران التي تتشاور معها باستمرار في مختلف القضايا.
وعن احتمال شن إسرائيل هجوماً جديداً على إيران، أكد أن طهران مستعدة لكل السيناريوهات، لكنه استبعد إقدام إسرائيل على ما وصفه بـ"التصرف الأحمق"، محذراً من أن أي خطوة من هذا النوع ستقابل برد قاسٍ. وتأتي هذه المواقف في وقت يعيش فيه لبنان حالة من التوتر والانقسام الداخلي، خصوصاً بعد تحدي حزب الله لقرار الحكومة اللبنانية القاضي بحصر السلاح بيد الدولة، حيث أقام في الخامس والعشرين من سبتمبر فعالية في محيط صخرة الروشة تزينت بصور قادته.
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أقر في أغسطس الماضي خطة وضعها الجيش تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة وتسليم سلاح حزب الله، وهو مطلب تدعمه الولايات المتحدة وتضغط باتجاه تنفيذه. ويُذكر أن هذا البند ورد أساساً في اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 28 تشرين الثاني 2024، بعد عام كامل من المواجهات بين الجانبين خرج على إثرها الحزب أضعف من أي وقت مضى، عقب خسارته العشرات من كبار قادته العسكريين والسياسيين، ما انعكس على تراجع نفوذه السياسي داخل لبنان.