شهدت محافظة نينوى اكتشاف ما يُعرف بـ"ثاني أجمل الثيران المجنحة"، ويعود تاريخه إلى نحو ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، في موقع جامع النبي يونس بقصر الملك آشورحدون، على يد البعثة العراقية–الألمانية. وأوضح مفتش آثار وتراث نينوى، رويد موفق، أن الثور المكتشف يمثل ثاني أجمل الثيران المجنحة ويتكون من كتل حجرية ضخمة تُعرف باسم "ثيران المكعبات"، فيما زار وزير الثقافة الموقع للاطلاع على الاكتشافات الجديدة.

وأشار موفق إلى أن هذا الاكتشاف يعود إلى فترة الإمبراطورية الآشورية خلال حكم الملك آشورحدون، حيث كان الآشوريون يزينون القصور ومداخلها بالثيران المجنحة التي تختلف أشكالها من مدينة لأخرى، ويبلغ ارتفاعها نحو ستة أمتار في قصر آشورحدون. كما أشار إلى أن ما تم اكتشافه حتى الآن هي الأطراف فقط من الثور، بينما تقع ثيران المكعبات الأخرى في الموقع نفسه، وقد تم التأكد عام 2019 من عدم سرقتها خلال فترة سيطرة داعش على المدينة، بعد أن قام التنظيم عام 2015 بتحطيم العديد من التماثيل الآشورية داخل متحف الموصل.

وأضاف موفق أن الثور الثاني يقع في الجهة الجنوبية الشرقية بعد المدخل الرئيسي للقاعة، وأكد وزير الثقافة أن المنطقة ستُوظف كمتحف يربط بين التراث الآشوري والإسلامي، مع توقعات كبيرة لاكتشاف آثار جديدة نظراً لعدم اكتمال التنقيبات السابقة، حيث تمت الاكتشافات الحالية على أعماق تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أمتار.

وتُعرف الحضارة الآشورية بتماثيلها المميزة، ولا سيما الثيران المجنحة في قصور ملوكها، وأسست عاصمة جديدة قرب نينوى تُعرف باسم "دور شروكين"، وحققت فتوحات خارجية منها القضاء على المملكة اليهودية الشمالية عام 721 قبل الميلاد. ومن أبرز ملوكها آشور بانيبال الذي حكم بين 668 و626 ق.م. وأجمع الكتب من أنحاء البلاد ووضعها في دار كتب خاصة في نينوى، ليترك إرثاً ثقافياً ومعرفياً بارزاً في التاريخ الآشوري.