واضح - رياضة

مع انتهاء أول فترة توقف دولي في موسم 2025-2026، بدأت الأنظار تتجه إلى النسخة المقبلة من كأس العالم 2026، المقرر إقامتها صيف العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ولكن في خضم التحضيرات والتأهلات، ظهر تطور لافت بعدما هددت إسبانيا، بطلة يورو 2024، بمقاطعة البطولة في حال سمح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بمشاركة منتخب الكيان في التصفيات.

وإذا مضت إسبانيا في تهديدها، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي تقاطع فيها دولة كبرى كأس العالم، لتلتحق بقائمة قصيرة من الانسحابات التاريخية التي شكلت علامات فارقة في مسيرة البطولة الأكبر عالميا.

انسحابات سجلها التاريخ في كأس العالم لأسباب سياسية ورياضية
من أبرز المقاطعات التاريخية كانت في نسخة 1934، عندما رفضت الأوروغواي، أول بطل لكأس العالم، الدفاع عن لقبها في البطولة التي أقيمت في إيطاليا، احتجاجًا على ضعف المشاركة الأوروبية في النسخة الأولى التي استضافتها مونتيفيديو عام 1930.

الأوروغواي لا تزال حتى اليوم المنتخب الوحيد الذي لم يدافع عن لقبه العالمي في النسخة التالية؛ وفي النسخة نفسها، رفضت منتخبات إنجلترا، إسكتلندا، ويلز، وأيرلندا المشاركة، معتبرة أن منافسات "البطولة البريطانية الداخلية" كانت أهم وأعظم شأنا من كأس العالم.

أما الأرجنتين فانضمت إلى الأوروغواي في مقاطعة نسخة 1938، بعد أن تم اختيار فرنسا لاستضافة البطولة، ما أغضب اتحاد الكرة الأرجنتيني الذي كان يتوقع أن تنظم البطولة في أمريكا الجنوبية بالتناوب مع أوروبا.

وفي عام 1950، تأهلت الهند تلقائيا إلى كأس العالم في البرازيل بعد انسحاب منافسيها في التصفيات الآسيوية (إندونيسيا، الفلبين، بورما)، لكنها انسحبت لاحقا من المشاركة، وعلى الرغم من انتشار أنباء بأن السبب كان منع الفريق من اللعب حفاة أو بالجوارب فقط، إلا أن تقارير صحفية أوضحت أن السبب الحقيقي كان اعتقاد الاتحاد الهندي أن البطولة لا تستحق عناء المشاركة.

انسحابات لأسباب مالية وسياسية
في نفس نسخة 1950، انسحبت إسكتلندا بعد فشلها في الفوز بالبطولة البريطانية، وهو الشرط الذي وضعه اتحادها الكروي للمشاركة في المونديال، كما انسحبت تركيا بسبب التكاليف الباهظة للسفر إلى البرازيل.

أما في عام 1974، فكان الانسحاب الأكثر إثارة للجدل، عندما رفض الاتحاد السوفيتي السفر إلى تشيلي لخوض إياب الملحق الفاصل بعد تعادلهما ذهابا 0-0، احتجاجا على انقلاب الجنرال بينوشيه؛ المباراة أقيمت رغم الانسحاب، ودخل لاعبو تشيلي الملعب ليمرروا الكرة فيما بينهم ويسجلوا في مرمى خالٍ، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية.

القارة الأفريقية تنسحب بالكامل!
أحد أبرز الانسحابات الجماعية كان في تصفيات كأس العالم 1966، حيث قررت جميع المنتخبات الأفريقية الانسحاب اعتراضًا على تخصيص مقعد واحد فقط تتنافس عليه منتخبات أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا مجتمعة، وهذا القرار دفع "فيفا" لاحقا إلى منح أفريقيا مقعدا مستقلا بدءا من نسخة 1970.

الآن، وبينما تلوح إسبانيا بورقة مقاطعة مونديال 2026 بسبب الجدل السياسي المرتبط بمشاركة منتخب الكيان، يبقى السؤال مطروحا: هل سيدخل "لا روخا" التاريخ من باب الانسحابات؟ أم أن التهديد سيظل مجرد ورقة ضغط سياسية لا أكثر؟