الموقف العراقي من الكيان الصهيوني ليس جديدا.. بل هو موقف راسخ في ضمير الدولة والشعب، تُجسّده بوضوح قوانين صارمة كـ"قانون تجريم التطبيع".
لكن في ظل تصاعد التوترات، وتحوّل المنطقة إلى ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات.. تمسّكت الحكومة العراقية بمبدأ ثابت: "إبقاء العراق خارج النزاع!"
على مدى عامين من تصعيد غير مسبوق في المنطقة ، اتخذ العراق موقعا بالغ الحساسية، بين جغرافيا مشتعلة، ومواقف سياسية دقيقة.
ورغم كل الضغوط، نجحت الحكومة العراقية في تنفيذ مهمة شبه مستحيلة: إبعاد شبح الحرب عن حدود العراق!

فلماذا تصرّ الحكومة العراقية على تجنّب المواجهة العسكرية؟
لأن الحرب الإقليمية باحتمالاتها المفتوحة، زلزال اقتصادي يضرب حياة المواطن مباشرة.
انهيار سلاسل التوريد، ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وتقلب أسعار المواد الأساسية.. كلها كوارث تبدأ هناك، لكنها تُلحق الأذى هنا بتأثر طرق النقل والشحن..
ولأن إغلاق مضيق هرمز — إن حدث — سيشل حركة النفط العراقي والخليجي، ويقلب موازين السوق العالمية، ويضر بالدول المنتجة أولاً.
في النهاية، موقف الحكومة العراقية ليس سياسة حياد..
بل موقف وطني نابع من مسؤولية تاريخية، وإنسانية، وأخلاقية
لحماية اقتصاد العراق..
وحماية العراقيين.