في تحول استثنائي لمواقف العواصم الخليجية، عبّرت السعودية والإمارات وقطر عن رفض موحد للضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعا إلى "رد عربي وإسلامي ودولي" للحد من ما وصفه بـ"الممارسات الإجرامية لإسرائيل"، فيما وصف رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية"، وذلك خلال زيارة مفاجئة إلى الدوحة والتقاءه بأمير قطر، في مشهد يعكس تحولاً جذرياً عن فترة المقاطعة الخليجية السابقة لقطر.

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصف الضربة بأنها "إرهاب دولة"، محملاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية "الهمجية" في الهجوم، ومشيراً إلى أن العملية تهدد جهود الوساطة التي كانت الدوحة تقودها لوقف إطلاق النار في غزة، حيث وقع الاستهداف أثناء اجتماع قادة حماس لمناقشة مقترح أميركي للتهدئة.

الضربة الإسرائيلية أثارت مخاوف خليجية عميقة من احتمال تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها الأمنية التقليدية في المنطقة. الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول التخفيف من حدة التوتر، مؤكداً أن الهجوم "لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا"، وموضحاً أن الولايات المتحدة ستعمل على منع تكراره، إلا أن دعمه لحكومة نتنياهو يبقى محل قلق.

من جهته، هدد نتنياهو بالاستمرار في الضربات إذا واصلت قطر استضافة قادة حماس، قائلاً: "إما أن تطردوهم أو نقدّمهم للعدالة، وإذا لم تفعلوا، سنقوم نحن بذلك". وردت وزارة الخارجية الإماراتية بشدة، معتبرة أي اعتداء على دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي "اعتداءً على منظومة الأمن الجماعي".

الإمارات، التي وقّعت اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020، أكدت الأسبوع الماضي أن ضم الضفة الغربية يشكل "خطاً أحمر"، وسط مخاوف من أن النهج الإسرائيلي الحالي قد يقوض هذه الاتفاقيات رغم صمودها على مدار عامين في مواجهة التوترات الإقليمية.

وكانت إسرائيل قد أوقفت خطط الضم قبل خمس سنوات ضمن تفاهمات مع أبوظبي، لكن الضغوط الداخلية من اليمين المتطرف لاستئنافها مع توسع في المستوطنات ما زالت قائمة. وفي الوقت نفسه، تبدو فرص إبرام اتفاق تطبيع مع السعودية أقل من أي وقت مضى، إذ تشترط الرياض إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو.

ولي العهد السعودي حافظ على موقفه الرافض، متحدثاً عن "إبادة جماعية" إسرائيلية العام الماضي، وموسّعاً علاقاته مع إيران، في خطوة تُظهر إعادة رسم موازين القوى في المنطقة.