منصة واضح - واسط
حذر مدير زراعة واسط أركان مريوش، اليوم الجمعة، من أن إيقاف الخطة الزراعية في المحافظة، التي تُعد سلة غذاء العراق، قد يتسبب في خسارة تقدر بنحو 600 مليار دينار، وهي العوائد التي يدرها هذا القطاع الذي يشغل أكثر من 65% من سكان المحافظة.
وقال مريوش في تصريح صحفي تابعته منصة "واضح"، إن "محافظة واسط تعتبر سلة غذاء العراق، ويعتمد على القطاع الزراعي أغلب السكان بنسبة تتجاوز 65 بالمئة، ويدر للمحافظة نحو 600 مليار دينار عراقي عن كل موسم".
وأضاف، أن "هذا المبلغ الكبير يصرف في محافظة واسط بالبيع والشراء ويساهم في توفير فرص عمل كثيرة وحركة اقتصادية واسعة، لكن على ضوء المؤشرات والمعطيات الحالية قد تتوقف الزراعة في المحافظة، الأمر الذي يشل الحركة ويهدد معيشة أكثر من نصف المجتمع".
وأشار إلى أن "الاجتماع الأخير بين وزارتي الزراعة والموارد المائية أفضى إلى أن الزراعة تكون للمساحات التي تروى على الآبار بمنظومات الرش المجازة فقط، في حين أن هذا متوفر على الشريط الحدودي مع إيران بمساحة 4,800 دونم فقط، أما باقي مناطق المحافظة فهي تعتمد على الري السيحي المنظم، وبالتالي هي غير مشمولة بالخطة الزراعية".
وأكد أن "محافظة واسط حالياً في موقف حرج مما يتطلب من الحكومة التفاوض مع الدول المتشاطئة على نهري دجلة والفرات، خصوصاً مع إعلان السلطات العراقية أن المياه تجاوزت مرحلة الشحة ووصلت إلى الندرة، مع عجز الخزين والإيرادات المائية في سد حاجة الاستهلاك المائي سواء الشرب أو الاستعمالات الأخرى كالبساتين والثروة الحيوانية".
وكانت وزارة الزراعة، أكدت الشهر الماضي، أن العراق تحول من مرحلة شحة المياه إلى ندرة المياه، متوقعة تقليص الخطة الزراعية للحنطة والشعير.
من جهته، قال وزير الموارد المائية عون ذياب، إن العراق يمر بأصعب سنة مائية لم تشهدها البلاد منذ عقود مضت بسبب شح الأمطار وقلة الإيرادات من دول أعالي المنبع، مشدداً على الحاجة الملحة لزيادة الإطلاقات المائية لمواجهة التحديات المائية، خاصة مع تفاقم آثار التغير المناخي.
وتشتد أزمة الجفاف في العراق على نحو غير مسبوق، نتيجة لقلة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية بفعل التغير المناخي، والسبب الثاني يعود إلى تراجع مستويات المياه الواصلة عبر نهري دجلة والفرات، جراء سياسات مائية لإيران وتركيا أبرزها بناء السدود على المنابع وتحويل مساراتها، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية في البلاد.
وكان المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق أفاد مؤخراً بأن البلاد فقدت نحو 30% من الأراضي الزراعية المنتجة للمحاصيل بسبب التغيرات المناخية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة.
ويعد العراق من أكثر خمس دول تضرراً من التغير المناخي بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية معنية بالموضوع.