منصة واضح -بغداد

عانت محافظة نينوى لسنوات طويلة من ويلات الحرب وسيطرة تنظيم داعش، التي أودت بتدمير معظم مرافقها التاريخية والاقتصادية والخدمية، بالإضافة إلى قتل وتهجير آلاف من سكانها، حتى تحولت إلى مدينة أشباح خلت من الحياة والنشاط.

 

بدأت مدينة الموصل، بعهد حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تستعيد عافيتها تدريجيًا، في مشهد يعكس حجم الجهود الحكومية والشعبية المبذولة لإعادة إعمار المدينة وإحياء معالمها التاريخية والدينية التي تشكل جزءًا أصيلاً من هويتها العريقة.

وعلى مدار الأشهر الماضية، شهدت الموصل سلسلة من المشاريع التنموية والخدمية التي شملت ترميم البنى التحتية، وإعادة إعمار الجسور والمباني الحكومية، إلى جانب افتتاح عدد من المرافق الحيوية التي دُمرت خلال العمليات العسكرية لتحرير المدينة من تنظيم داعش.

إعادة تشغيل مطار الموصل الدولي

في خطوة بارزة نحو إعادة الربط بين المدينة والعالم الخارجي، افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مطار الموصل الدولي بعد توقف استمر 11 عامًا نتيجة سيطرة تنظيم داعش الذي حول المطار إلى قاعدة عسكرية، شملت أعمال إعادة الإعمار تأهيل المدرج الرئيسي بطول 3000 متر، وبناء صالات الركاب، وتجهيز أنظمة الاتصالات والمراقبة الجوية وفق معايير دولية، بمشاركة شركات تركية وإيطالية ونرويجية وفرنسية، ويشكل المطار اليوم بوابة حيوية تعزز حركة النقل والسياحة والاستثمار في المحافظة.

 

مشاريع تنموية في مجالات الكهرباء والنقل والبنية التحتية

وشهد قطاع الطاقة الكهربائية في الموصل انطلاق أعمال توسعة محطة القيارة بالدورة المركبة، لرفع الطاقة الإنتاجية الكلية إلى 1125 ميكاواط، ما يسهم بشكل كبير في تحسين واقع الكهرباء في نينوى والمناطق المجاورة، وفي مجال البنية التحتية، انطلقت الأعمال التنفيذية للمرحلة الثانية من مشروع الطريق الحولي، إلى جانب تنفيذ الجسر السابع على نهر دجلة، في إطار تحسين حركة النقل داخل المدينة.

 

كما تحظى المشاريع التنموية بمكون جمالي وسياحي، حيث يجري تطوير الواجهة النهرية للمدينة القديمة، التي ستعيد الحياة إلى قلب الموصل التاريخي وتزيد من جاذبيتها السياحية. وتم كذلك افتتاح فندق رامادا بلازا، أول فندق من فئة الخمس نجوم يعاد افتتاحه بعد التحرير، مما يدل على تعافي القطاع السياحي في المحافظة.

إحياء المعالم الدينية والتاريخية

وشهدت الموصل يومًا تاريخيًا مع إعادة افتتاح الجامع النوري الكبير ومئذنة الحدباء، بعد سنوات من الترميم المكثف، في خطوة رمزية تستعيد روح المدينة القديمة التي تضررت بشدة خلال الحرب على الإرهاب. ويمثل الجامع النوري استعادة لهوية الموصل وتراثها الحضاري والديني.

 

وفي سياق متصل، تم افتتاح كنيسة الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك بعد ترميمها، إلى جانب إعادة تأهيل كنيسة الساعة للآباء الدومينيكان، ما يعكس التنوع الديني والتعايش السلمي بين مكونات المدينة.

 

الموصل «مدللة» في زمن التعافي

وأكد محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، أن المحافظة شهدت ازدهارًا غير مسبوق في ظل الحكومة الحالية، مشيرًا إلى أن «مدينة الموصل باتت مدللة في زمن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني»، حيث تحقق فيها تطور كبير في مجالات البناء والإعمار. واعتبر أن نينوى تظل الأجمل لما تحويه من أصالة وتنوع في مكوناتها العراقية.

 

تعافي نينوى بقيادة السوداني

بدوره، قال النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجبوري، إن زيارة رئيس الوزراء إلى الموصل لحضور افتتاح الجامع النوري تعكس بوضوح مرحلة التعافي التي تمر بها المدينة بعد سنوات من الدمار. وأكد الجبوري الدور البارز للسوداني في إنجاز مشاريع استراتيجية كبرى، منها تشغيل مطار الموصل الدولي وإطلاق مشاريع تنموية غير مسبوقة في المحافظات، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على الواقع الاقتصادي والخدمي في نينوى.

 

وأضاف أن الواقع الأمني يشهد استقرارًا ملحوظًا، والجانب الاقتصادي في تحسن مستمر، مشيرًا إلى أمل الجميع في مشاركة واسعة لأبناء نينوى في الاستحقاق الانتخابي القادم، لتكريس الاستقرار ودعم مسيرة التنمية.