منصة واضح - متابعة
فجرت السلطات الباكستانية جسرا بجوار سد غمرته المياه بسبب الأمطار الموسمية بعد أن أغرقت المياه أحد أقدس مواقع عند طائفة السيخ في العالم، كما تسببت الأمطار في مصرع 34 هندوسيا كانوا في طريقهم إلى معبد في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير.
وارتفع منسوب 3 أنهار حدودية في شرق البلاد إلى مستويات غير مسبوقة نتيجة الأمطار الغزيرة في الهند.
أدى ذلك إلى إطلاق تحذيرات من فيضانات في جميع أنحاء إقليم البنجاب، موطن نحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم 255 مليون نسمة.
كما تم نشر الجيش للمساعدة في إجلاء السكان والماشية بالقرب من أنهر تشيناب ورافي وسوتليج.
وقال المتحدث باسم الجيش، الفريق أحمد شريف، إن جنديين لقيا حتفهما في أثناء مساعدة ضحايا الفيضانات. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وفي سد قادر آباد على نهر تشيناب، نفذت السلطات تفجيرا مُتحكما به للسد -أمس الأربعاء- مع ارتفاع منسوب المياه.
وقال المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث مظهر حسين: "لإنقاذ المبنى، قمنا بخرق السد الهامشي الأيمن لتقليل تدفق المياه مما أدى إلى تحويل المياه إلى القرى المجاورة، حيث يجلس مئات الأشخاص على أراضٍ مرتفعة تحت السماء المفتوحة ويشاهدون مياه الفيضانات تغمر منازلهم".
وغمرت مياه الفيضانات معبد كارتاربور، الذي يُقال إنه مهد مؤسس الديانة السيخية، غورو ناناك، عام 1539 والواقع في منطقة ناروال بالقرب من الحدود الهندية، وأُرسلت 5 قوارب إجلاء إلى الموقع المترامي الأطراف لإنقاذ نحو 100 شخص عالق.
تصريف هندي
وصرحت السلطات الباكستانية بأن الهند المجاورة أطلقت المياه من سدود أعلى الحدود على جانبها، مما زاد من تدفق المياه المتجهة نحو باكستان.
وأعلنت وزارة الخارجية في إسلام آباد أن نيودلهي أبلغت مسبقا عبر القنوات الدبلوماسية بفتح قنوات التصريف. ولم يُعلق مسؤولو الحكومة الهندية.
وأوضح مسؤولون باكستانيون أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة تسببت في ارتفاع مستويات المياه بشكل خطير، في حين يهدد تصريف المياه من الجانب الهندي بإغراق أجزاء واسعة من إقليم البنجاب، الذي يعد السلة الغذائية الرئيسية للبلاد.
وأشار متحدث باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان إلى أن عمليات الإجلاء بدأت قبل صدور التحذير الهندي الأخير ولا تزال متواصلة، لافتا إلى أن العدد يشمل نحو 35 ألف شخص غادروا طوعا عقب تحذيرات سابقة، في حين تشارك قوات الجيش في عمليات الإجلاء.
وتشهد الأنهار الثلاثة، رافي وسوتليج وتشيناب، فيضانات من متوسطة إلى عالية، وسط تحذيرات من هطول مزيد من الأمطار الغزيرة في البنجاب والجزء الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير خلال الساعات المقبلة.
وقال رئيس إدارة الكوارث في الإقليم عرفان علي عن عاصمة البنجاب إنه "من المتوقع أن يمر الفيضان عبر لاهور الليلة وصباح غد".
وتعرضت باكستان لضربة موسمية قاسية هذا العام، حيث تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في مصرع أكثر من 800 شخص منذ يونيو/حزيران الماضي.
ضحايا كشمير
وفي الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم جاموكشمير، أفاد مسؤولون هناك أمس الأربعاء بأنّ الأمطار الغزيرة خلّفت ما لا يقل عن 34 صريعا مُسبّبة فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية.
وقال مسؤول محلي إن جزءا من سفح جبل في منطقة جامو "انهار على طريق حج هندوسي شهير، إثر هطول أمطار غزيرة في منطقة كاترا الليلة الماضية".
وأضاف أن الضحايا من قاصدي المكان كانوا يسيرون للوصول إلى المعبد الواقع على قمة التل، والذي يُعد أحد أكثر الأضرحة زيارة في شمال الهند.
وقال مسؤول إدارة الكوارث محمد إرشاد: "تم انتشال جثث الحجاج من تحت الأنقاض"، مضيفا أن 18 شخصا آخرين على الأقل أصيبوا ونقلوا إلى المستشفيات، كما مشطت فرق الإنقاذ المنطقة اليوم بحثا عن المفقودين، بينما تم تعليق رحلات الحج إلى الضريح.