قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الثلاثاء، إن محادثات محتملة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تستضيفها دول من بينها تركيا أو بعض الدول الخليجية أو الأوروبية، مؤكداً أن أوكرانيا تعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإنهاء الحرب عبر السبل الدبلوماسية.

وأوضح زيلينسكي في خطابه الليلي المصوَّر أن اتصالات مرتقبة ستُجرى هذا الأسبوع مع تركيا ودول خليجية وأوروبية لبحث استضافة أي لقاء محتمل مع الروس، مشدداً على أن هدف بلاده يتمثل في السعي نحو إنهاء الحرب، لكن ذلك يتطلب جهوداً مشتركة مع الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، من أجل ممارسة الضغط الكافي على موسكو.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن المضي قدماً في هذه المساعي يرتبط بإرادة قادة العالم، وفي مقدمتهم واشنطن، مبيّناً أن هذه المسألة كانت محور نقاشاته الأخيرة في كييف مع المبعوث الأميركي كيث كيلوغ. وأكد أن روسيا تواصل إرسال إشارات تدل على تجنبها الانخراط في مفاوضات حقيقية، ولا يمكن تغيير هذا النهج إلا من خلال فرض عقوبات صارمة ورسوم جمركية وضغوط سياسية واقتصادية مؤثرة.

من جانبه، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أشار إلى أنه لم يتم إعداد جدول أعمال لأي لقاء بين بوتين وزيلينسكي، فيما تواصل موسكو تمسكها بشروط تعتبرها كييف غير قابلة للتنفيذ، من بينها انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق لا تزال تحت سيطرتها.

ميدانياً، أقرت السلطات الأوكرانية للمرة الأولى بتوغل الجيش الروسي في منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط البلاد، والتي كانت بعيدة نسبياً عن خطوط المواجهة المباشرة منذ اندلاع الحرب. وقال المتحدث باسم "مجموعة قوات دنيبرو العملياتية الإستراتيجية" فيكتور بريغوبوف إن القتال لا يزال مستمراً داخل المنطقة، نافياً في الوقت نفسه ادعاءات موسكو بالسيطرة الكاملة على قريتي زابوريزكه ونوفوجورجييفكا.

وكان الجيش الروسي قد أعلن منذ يوليو/تموز الماضي تقدمه في هذه الجبهة دون إصدار بيانات رسمية عن السيطرة عليها، قبل أن يعلن مؤخراً الاستيلاء على بعض البلدات، بينما أكد مرصد المعارك "ديب ستيت" المقرّب من الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تعزز مواقعها وتحشد قوات إضافية تمهيداً لمزيد من التقدم.

وتواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب تدريجية في مناطق مدمَّرة إلى حد كبير في شرق وجنوب أوكرانيا، معظمها شبه خالية من السكان، في وقت تتمسك كييف بموقفها الرافض للتنازل عن أي من أراضيها التي تطالب موسكو بالانسحاب منها كشرط أساسي لوقف الحرب.

وفيما تتواصل المعارك، تبقى آفاق عقد لقاء مباشر بين زيلينسكي وبوتين غير واضحة، خصوصاً مع إصرار موسكو على شروط مسبقة ترفضها أوكرانيا بشكل قاطع. وبينما تتكثف المساعي الدولية لتهيئة الأرضية لمفاوضات محتملة، يظل مستقبل الحرب مرهوناً بموازين القوى على الأرض وبمدى استعداد الأطراف الدولية للضغط من أجل تسوية سياسية تنهي واحدة من أكثر النزاعات دموية في أوروبا المعاصرة.