أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، بهدف إنهاء الحرب وضمان إطلاق سراح الرهائن، وفق الشروط التي تراها إسرائيل مقبولة. وجاء الإعلان خلال زيارة نتنياهو لقيادة فرقة غزة، حيث أكد أنه أعطى تعليماته الفورية للشروع في المفاوضات، معتبراً أن إسرائيل في "مرحلة الحسم" للسيطرة على مدينة غزة وتحقيق النصر على حركة حماس.

في الوقت نفسه، يواصل الجيش الإسرائيلي الضغط على المدينة عبر قصف عنيف متواصل، ما دفع مئات الفلسطينيين للنزوح من مناطق الزيتون والصبرة باتجاه شمال غرب غزة. وأكد الجيش بدء عمليات تمهيدية للهجوم البري وسيطرته على أطراف المدينة، بينما أجرى تحذيرات مسبقة للمنظمات الطبية والدولية لاستعداد المستشفيات في جنوب القطاع لاستقبال المرضى.

ورفضت وزارة الصحة في غزة أي خطوة تهدد النظام الصحي المتأزم، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري لإطلاق النار لتجنب مزيد من الدمار وسقوط المدنيين.

وفي الوقت الذي يدرس فيه المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر خطة احتلال مدينة غزة ضمن ما يعرف بـ"مركبات جدعون 2"، شدد نتنياهو على العمل على تقصير الجداول الزمنية للسيطرة على ما وصفه بـ"آخر معاقل الإرهاب". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سيستدعي نحو 60 ألف جندي احتياط مطلع سبتمبر، لدعم العملية العسكرية.

من جهتها، دانت حماس التصعيد الإسرائيلي ووصفته بـ"الحرب الوحشية ضد المدنيين الأبرياء"، في حين أعربت مصر عن استهجانها الشديد للسياسات التصعيدية والتوسع في احتلال الأراضي الفلسطينية، محذرة من عواقب استمرار العمليات العسكرية والتهجير القسري.

وسط هذا التصعيد، شهد قطاع غزة مظاهرات حاشدة نظمها مواطنون ونقابيون وطلاب للتعبير عن رفضهم للسيطرة الإسرائيلية، مؤكدين على ضرورة وقف الحرب ووقف مخطط التهجير. وناشد المشاركون الدول العربية والإسلامية والأوروبية التحرك لإنهاء القتال، مؤكدين تمسك الفلسطينيين بالبقاء في قطاع غزة رغم معاناتهم الشديدة.

وسلطت الوقفات الضوء على حجم الكارثة الإنسانية، حيث تحدث السكان عن فقدان العديد من الأطفال لأطرافهم، وتعطّل المدارس، واختناق المستشفيات بعد أيام من القصف المكثف، مطالبين بحلول عاجلة تشمل تبادل الرهائن وتسليم السلاح ووقف العمليات العسكرية فوراً.