منصة واضح - بغداد

المشهد الذي يألفه العراقيون في كل صيف، انقطاع الكهرباء يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت المناطق الوسطى والجنوبية من العراق ظهر أمس الاثنين، توقف شبه كامل للمنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية.

الأزمة بدأت قرابة منتصف النهار عندما تعرض خط نقل الطاقة 400 ك.ف الرابط بين بابل والمسيب إلى عطل فني مفاجئ، ما أدى إلى انهيار أحمال الشبكة الوطنية وفصل محطات الإنتاج عن الخدمة. وامتد تأثير الانقطاع ليشمل محافظات البصرة، ميسان، ذي قار، واسط، كربلاء، النجف، بغداد، وكركوك.

الكهرباء تشخص الخلل

وزارة الكهرباء أصدرت إيضاحاً، بشأن انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المدن العراقية، فيما أشارت إلى أن ارتفاع أحمال المنظومة بكربلاء وبابل، وارتفاع درجات الحرارة، أدى إلى انفصال خطي نقل الطاقة (مسيب – بابل 400 ك ف) وتعرض المنظومة للإطفاء التام.

وذكرت الوزارة في بيان، أن "ارتفاع أحمال المنظومة بكربلاء وبابل، تسبّب بانفصال خطي نقل الطاقة (مسيب - بابل 400 ك ف) وتعرض المنظومة للإطفاء التام".

وتابعت، أن "الوزارة تعمل ليل نهار على خدمة المواطنين وانجاز مشاريع استراتيجية من شأنها أن تدعم قدرات المنظومة الكهربائية إنتاجاً ونقلاً وتوزيعاً، وتعمل بالتوازي على خطة خدمية متكاملة بملف الكهرباء، أنجزت محطاتها وشبكاتها وخطوطها الناقلة ومغذياتها لصالح تأمين راحة المواطنين في الزيارة المليونية لأربعينية الإمام الحسين".

وأوضحت انه "ونظراً لارتفاع درجات الحرارة لأرقام قياسية غير مسبوقة، وتنامي الطلب على الاستهلاك، وبسبب زيادة الأحمال الكهربائية في محافظتي بابل وكربلاء، والتي تشهد زخماً مليونياً من الزائرين، فلقد تعرضت خطوط نقل الطاقة (مسيب _ بابل رقم 1 و2 جهد 400 ك .ف) إلى الانفصال، وخسارة الشبكة لأكثر من 6 آلاف ميغا واط بشكل مفاجئ وعرضي، مما أدى الى تسارع معدل ترددات الوحدات التوليدية، وبالتالي انفصالها عن العمل والاطفاء التام للمنظومة"، مبيناً "تعمل الآن ملاكات الكهرباء بشكل مستنفر وبتواجد ميداني في مراكز السيطرة، لإعادة الوحدات المنفصلة والخطوط الناقلة للعمل تدريجياً خلال الساعات القادمة".

مواطنون يعلقون على انقطاع الكهرباء

أثار الانقطاع الواسع للكهرباء موجة استياء بين المواطنين، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة في معظم المحافظات.

أبو مصطفى علق في فيسبوك على الانقطاع قائلا "الانقطاع جاء في وقت الظهر والحر شديد، المولدات الأهلية ما تتحمل والحر دمرنا ولا حتى مروحة تشتغل".

من جانبها تقول أم علي على فيسبوك، إن "20 سنة والحكومات ما كدرت تسيطر على الكهرباء ولا توفرها، ليش الاستغراب احنا بالعراق".

  

المحافظون يعلقون على الانقطاع

اثار انقطاع الكهرباء، أدى لدخول المحافظين على خط الازمة، تفاديا لغض المواطنين بالتزامن مع موجات ارتفاع الحرارة التي تصل الى منتصف درجات الغليان، سيما في المنطقة الجنوبية.

محافظ البصرة اسعد العيداني، قال في بيان، إن "العطل الذي أصاب خط بابل–المسيب كان السبب المباشر في انقطاع الكهرباء عن أغلب المحافظات".

وأضاف اننا "تواصلنا مع وزارة الكهرباء لضمان الإسراع في إعادة التيار للمستشفيات والمرافق الحيوية أولًا".

من جانبه، أكد محافظ بابل عدنان فيحان في بيان، أن "منظومة الطاقة الكهربائية شهدت في عموم محافظات العراق انقطاعاً طارئاً من المصدر الرئيسي".

وبين أننا "نواصل من جانبنا التنسيق المباشر مع وزارة الكهرباء ومركز السيطرة الوطني للإسراع في إعادة التيار ومعالجة الخلل بأقصر وقت ممكن".

وأشار الى اننا "وجهنا اللجان المختصة في محافظة بابل، بمتابعة تشغيل المولدات الأهلية بشكل مستمر، لضمان استمرار الخدمات المقدمة للزائرين وأبناء المحافظة، إلى جانب مواصلة توفير المياه والثلج لمواكب خدمة الزوّار".

بدوره، كشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، عن خسارة ما يقارب 6 آلاف ميغاواط من الطاقة المنتجة بسبب انهيار الشبكة.

وبين ان "جهود فرق الصيانة أسفرت عن إعادة أكثر من 50% من الأحمال خلال ثلاث ساعات، والعمل جارٍ لاستكمال الإرجاع الكامل".

 

العودة التدريجية وتأثيرات الانقطاع

مع حلول المساء، بدأت الكهرباء تعود تدريجيًا للمناطق المتضررة، فيما ظل بعض الأحياء في بغداد والبصرة تعاني انقطاعات متقطعة حتى ساعات الليل، حيث أثّر الانقطاع على حركة المرور، خاصة مع تعطل إشارات المرور في العاصمة، كما سجلت مستشفيات اعتمادًا أكبر على المولدات الاحتياطية لسد حاجاتها.

لجنة تحقيقية

قرر وزير الكهرباء، زياد علي فاضل، تشكيل لجنة تحقيقية بحادثة الانقطاع التام للكهرباء.

وبحسب وثيقة صادرة عن الوزارة، وردت لمنصة "واضح"، اليوم الثلاثاء، فأنه تم تشكيل لجنة تحقيقية مكونة من ثلاث اشخاص، تتولى التحقيق بالانقطاع التام للتيار الكهربائي يوم امس الاثنين، على ان ترفع نتائجها خلال 24 ساعة.

يشار الى ان وزير الكهرباء الأسبق، حسين الشهرستاني اكد في 25 اذار من عام 2012 ان العراق سيصدر الفائض من الطاقة الكهربائية الى الخارج بحلول عام 2013.