منصة واضح - بغداد
تمرُّ اليوم الذكرة الخامسة و الثلاثين على خطوة النظام المقبور الرعناء التي ضربت اصوليات حسن الجوار و ارجعت العراق سنيناً للوراء ، تصرف عبثيّ لحظيّ بتاريخ الثاني من آب 1990، خَلًّفَ الاف الضحايا و دمر الترسانة العسكرية و البنى التحتية و أدخل البلد بدوامة الحصار و المجاعة لعدة سنين .
خسائر بشرية "فادحة"
الخطوة الرعناء التي ارتكبها نظام صدام المقبور حصدت خسائر بشرية من الجانبين العراقي و الكويتي خلال و اثناء و بعد الغزو ، حيث سجلت الإحصاءات الرسمية مقتل و وفاة اكثر من خمسين الف عراقي بين عسكري و مدني ، منهم من قُضيَ خلال المعارك و منهم من توفى بسبب سوء التغذية و الحصار الذي فرضته قوى التحالف الدولي على العراق علاوة على نسب التلوث الاشعاعي نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً و التي استخدمها حلفاء اميريكا ضد العراق آنذاك .
أضرار مادية وانهيار عسكري
ثاني الخسائر المسجلة بعد زهق الأرواح ، كانت مادية حيث بلغت الخسائر المباشرة حوالي 350 مليار دولار ، إضافة الى تريليون و مئة و اربعين مليار دولار أخرى بسبب العقوبات الدولية ، فيما كانت مبالغ التعويضات التي دفعها العراق للكويت اكثر من 52 مليار دولار .
و إضافة للخسائر البشرية و المادية ، فإن رعونة القرار و عدم التفكير بتداعياته كلفت العراق انهيار منظومته العسكرية ، حيث خسر حوالي 25 سفينة حربية و 247 طائرة مقاتلة و آلاف الدبابات و المدرعات و المدافع فضلا عن تدمير الدفاعات الجوية بشكل تام .
دمار البلد لم يقتصر على جوانب المنظومة العسكرية ، بل كانت للبنى التحتية حصة من المعركة ما بعد انهاء الاحتلال حيث تم تدمير حوالي عشرين الف وحدة سكنية و اكثر من 8000 آلاف منشأة عامة إضافة الى خسارة خمسة ملايين دونم من اتفاقية إيقاف اطلاق النار و ترسيم الحدود .
ذكرى الغزو لا تعني مرورها بانهاء الملف او المؤثرات التي يدفع العراق ثمنها الى يومنا هذا و يعاني منها سياسيا و اقتصاديا و حتى أمنياً ، ما دفع الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام المقبور الى فتح قنوات الاتصال المباشرة بين البلدين و طيّ صفحة الغزو ، و البدء بمرحلة جديدة من المحبة و السلام متضمنة لغة الحوار و التفاهم على نقاط الاختلاف و اللجوء للحلول الدبلوماسية ، علاوة على فتح قنوات التبادل التجاري و التعاون الفني و الرياضي ضمن برامج مخطط لها و متفق عليها بين الجانبين ، أملاً بمحو ذكرى أليمة عاشها الجانبين لسنوات طويلة .
الفصل السابع
و كانت أشد مؤثرات الغزو نتيجة الخطوة التي وصفت بالرعناء هو مقررات مجلس الامن الدولي ضمن الفصل السابع و التي تلخصت بالحظر التجاري الشامل على العراق بما في ذلك الأسلحة و الغذاء و الدواء ، و تجميد الأصول العراقية و تقييد التعاملات لباقي الدول مع العراق ، و إنشاء لجنة خاصة لفحص الشكاوى المتعلقة بالتجارة والتصدير من و الى العراق .