مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تتجه أنظار المستثمرين إلى سيناريوهات متعددة قد تقلب موازين الأسواق العالمية، خاصة في ظل ترقب احتمال تدخل مباشر من واشنطن في هذا الصراع المتفجر.
أبرز المخاوف تتمحور حول سوق الطاقة، إذ أدى القلق من تعطل الإمدادات إلى ارتفاع أسعار النفط الأميركي بنحو 10% في أسبوع، فيما لامس خام برنت أعلى مستوياته منذ خمسة أشهر. وإذا استهدفت الضربات المنشآت الإيرانية أو أُغلق مضيق هرمز، فقد تقفز الأسعار إلى 130 دولاراً للبرميل، ما قد يدفع التضخم الأميركي إلى 6% بنهاية العام.
هذا السيناريو الكارثي سيُجهض أي فرصة لخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، ويهدد بثني إنفاق المستهلكين نتيجة تآكل الدخل الحقيقي. ورغم استقرار مؤشرات الأسهم نسبياً حتى الآن، إلا أن أي تصعيد مباشر من الولايات المتحدة قد يشعل موجة بيع في الأسواق العالمية.
وبينما يُنظر إلى الدولار كملاذ آمن في الأزمات، يحذر بعض المحللين من أن مشاركة واشنطن في النزاع قد تُضعف العملة على المدى البعيد، كما حدث عقب أحداث 11 سبتمبر.
الأسواق قد تصمد مؤقتاً، لكن التاريخ يؤكد أن أي انخراط عسكري واسع النطاق ستكون له تبعات تضرب عمق الاقتصاد العالمي، وتعيد رسم خرائط الثقة والاستثمار.