تعيش محافظة خان يونس في جنوب قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، مع دخول خدمات البلدية يومها الرابع من التوقف التام، وسط عجز تام عن تأمين الحد الأدنى من المياه للسكان والنازحين، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه والصرف الصحي.

ما يزيد عن 700 ألف شخص، بين نازح ومقيم، يواجهون خطر العطش والأوبئة في مناطق المواصي المكتظة، حيث لا تصل المياه ولا توجد بنية تحتية مؤهلة. البلدية كانت تضخ المياه مرتين أسبوعياً، أما اليوم، فلا تصل قطرة واحدة.

تسببت الضربات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر في تدمير 40 من أصل 45 بئرًا للمياه، و80% من شبكات الصرف الصحي، مع خسارة أكثر من 300 كيلومتر من شبكات المياه، وخزانات رئيسية لم تعد صالحة للاستعمال. ومع احتدام القصف وإنذارات الإخلاء، خرجت 95% من مساحة المحافظة عن الخدمة البلدية، لتُصنّف كـ"مناطق قتال خطيرة".

في ظل هذا الواقع، تتراكم 250 ألف طن من النفايات في مكبات مؤقتة، وسط مخاوف من كارثة صحية وبيئية. في الوقت ذاته، يتكدس النازحون داخل أكثر من 78 ألف خيمة موزعة على 890 مخيماً، تفتقر لأبسط مقومات البقاء.

خان يونس اليوم تمثل صورة مصغرة لما قد يعيشه كامل القطاع: حصار خانق، خدمات منهارة، وسكان يواجهون الموت بصمت، بين قصف لا يتوقف، وجوع وعطش لا يرحم.