في ظل تصاعد التوتر شمال شرق سوريا، تتزايد المخاوف من سيناريو مرعب يلوح في الأفق: انهيار محتمل للسيطرة على سجون تنظيم "داعش"، ما قد يُطلق العنان لموجة ارتداد أمني تهدد استقرار المنطقة، وعلى رأسها العراق.
تشير تقارير ميدانية إلى هشاشة التفاهمات الأمنية والإدارية بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وحكومة دمشق المؤقتة بقيادة أحمد الشرع، بشأن إدارة مراكز احتجاز تضم أكثر من 10 آلاف عنصر من أخطر مقاتلي التنظيم الإرهابي. ومع تزايد التوترات، يرتفع منسوب القلق من احتمالات فرار جماعي أو عمليات تهريب ممنهجة قد تُعيد إحياء بؤر التطرف.
وفي هذا السياق، حذر خبراء من أن أي اختلال في التوازن الأمني ضمن مناطق "قسد" قد يتحول إلى ثغرة كارثية تهدد أمن العراق، خصوصاً في ظل تجارب سابقة أثبتت قدرة التنظيم على استثمار الفوضى لإعادة تشكيل خلاياه ونقل المعركة إلى العمق العراقي.
الخبير العسكري اللواء المتقاعد صفاء الأعسم أكد أن بغداد تنظر بعين الجدية لهذا التهديد، وقال إن القوات العراقية "تفرض سيطرة تامة على الشريط الحدودي مع سوريا"، موضحاً أن "المنافذ والمعابر غير الرسمية تخضع لرقابة محكمة باستخدام طائرات مسيرة ومنظومات مراقبة متطورة".
وأضاف: "هناك تنسيق ميداني واستخباري عالي المستوى بين مختلف صنوف القوات العراقية، مع استنفار دائم لأي محاولة تسلل أو تهريب لعناصر إرهابية عبر الحدود الغربية".
ويؤكد مراقبون أن العراق، الذي خبر مرارة اجتياح "داعش" في السنوات الماضية، أصبح يتعامل مع ملف الحدود كأولوية استراتيجية، ويستثمر في تعزيز بنيته الدفاعية لمنع تكرار الكارثة.
وفيما يظل مصير تلك السجون رهن التطورات السياسية والعسكرية في سوريا، فإن الاستعدادات العراقية تشير إلى إدراك عميق لحجم التهديد، واستعداد فعلي لمواجهته قبل أن يتحول إلى أزمة إقليمية جديدة.