واضح - أمن

قُتل القيادي البارز في تنظيم "داعش" الارهابي، ضياء زوبع مصلح الحرداني، المعروف بلقب "ابو فاطمة الحرداني"، في غارة جوية نفذتها القوات الأمريكية فجر الجمعة، في مدينة الباب بمحافظة حلب شمالي سوريا، بحسب ما ذكرت القيادة المركزية الأمريكية.

وأفادت مصادر سورية، بأن قوات سورية نفذت أول عملية مشتركة مع القوات الأمريكية، ضد تنظيم "داعش".

ويُعدّ الحرداني أحد أبرز العقول الأمنية في التنظيم، إذ شغل منصب "المسؤول الأمني لولاية الفرات" في دير الزور خلال عام 2014، وهي الفترة التي شهدت أوسع عمليات انتقام ضد عشائر الشعيطات، بعد تمردهم على "داعش".

عمليات إعدام جماعية
وارتبط اسمه حينها بعمليات إعدام جماعية، واعتقالات تعسفية، ونهب واسع للممتلكات، فضلًا عن إدارة شبكات تهريب للنفط والتبغ عبر الحدود السورية – العراقية، لدعم التنظيم ماليًا.

وأفادت مصادر استخباراتية أن الحرداني حافظ على موقعه داخل "داعش" حتى بعد انهيار الخلافة المزعومة، وانتقل لاحقًا إلى مناطق النفوذ التركي في شمال سوريا، حيث أعاد ترتيب خلايا أمنية صغيرة تعمل بسرّية، وكان يُنظر إليه كشخصية محورية في محاولات التنظيم لإعادة الانتشار والتجنيد.

العملية الأمريكية، التي استهدفته داخل أحد المنازل في مدينة الباب، أسفرت أيضًا عن مقتل نجليه، عبد الله وعبد الرحمن، وهما عنصران يُعتقد أنهما انضما إلى التنظيم في سن مبكرة.

مراقبة تحركات الحرداني
وأكد البيان الأمريكي أن الغارة نُفذت بعد مراقبة طويلة لتحركات الحرداني، وأنها لم تُسفر عن إصابات بين المدنيين، حيث تم إخلاء ثلاث نساء وثلاثة أطفال من الموقع.

ويُعد مقتل الحرداني ضربة موجعة للتنظيم، الذي يسعى منذ عام 2019 إلى إعادة بناء هيكليته الأمنية في البادية السورية ومناطق شمال حلب، مستفيدًا من الفراغات الأمنية والتوترات السياسية في المنطقة.

وتعليقًا على العملية، شددت القيادة المركزية الأمريكية على أن استهداف قادة "داعش" سيستمر في إطار "منع عودة التنظيم لتهديد الأمن الإقليمي والدولي"، مشيرة إلى أن الحرداني كان "يشكّل تهديدًا مباشرًا ومتصاعدًا للقوات الأمريكية وشركائها في سوريا".

بيان عراقي
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب، أمس الجمعة، عن مقتل ما يسمى والي (ولاية الخير والبركة) في داعش الإرهابي مع اثنين من مرافقيه في حلب السورية.

وذكر بيان للجهاز، أنه "بناء على معلومات وجهودٍ أمنية واستخبارية حثيثة لأبطال جهاز مكافحة الإرهاب نفذتْ قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي في عمق أراضي الجمهورية العربية السورية بالتحديد في محافظة حلب وأسفرت العملية عن قتل أحد أخطر القيادات في عصابات داعش الإرهابي مع اثنين من مرافقيه".

وأضاف البيان، أنه "وفقا لمعلومات دقيقة فإن الإرهابي كان يشغل سابقاً منصب (والي ولاية الفرات وعضو اللجنة المفوضة) وحالياً مايسمى والي (ولاية الخير والبركة) في عصابات داعش الإرهابي ، وهو من الأهداف ذات المستوى الأول والنشط والفعال جداً ، وقد اطاحت به استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب بناء على مذكرات إلقاء قبض صادرة من قاضي جهاز مكافحة الإرهاب".

وأكد البيان، أن "قواتنا الأمنية والجهد الاستخباري التابع لها مستمر في مهامه الاستراتيجية بملاحقة بقايا الفلول الإرهابية، سواء داخل الحدود الوطنية أو في عمق التهديدات الخارجية".