منصة واضح - بغداد

في خطوة تعكس اهتمام الحكومة العراقية المتزايد بالثقافة والفنون، حظي مسلسل "قطار الموت" بدعم رسمي كجزء من جهود الدولة للنهوض بالإنتاج الدرامي المحلي، وتوثيق محطات مهمة من تاريخ العراق الحديث. وجاء هذا المشروع ضمن التوجه العام لدعم أعمال فنية تسلط الضوء على شخصيات وطنية وأحداث سياسية كبرى، بهدف ترسيخ الوعي بالتاريخ الوطني وتعزيزه في الذاكرة الجمعية.

المسلسل، من تأليف علي صبري وإخراج رعد مشتت، تناول سيرة رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم قاسم (1958–1963)، مركزًا على مرحلة التحول من النظام الملكي إلى الجمهوري، وكيفية إدارته لشؤون البلاد وتفاعله مع الشعب.

وقد لقي العمل منذ الإعلان عنه تفاعلًا جماهيريًا واسعًا، وسط تطلعات بمشاهدة قصة تُعرض لأول مرة على الشاشة العراقية، وكان من المقرر أن يُبث خلال شهر رمضان عبر قناة العراقية.

لكن المشروع واجه لاحقًا تحديات إنتاجية كبيرة؛ حيث تم تقليص عدد الحلقات من 30 إلى 15، ثم إلى 7 فقط، بسبب مشاكل في المونتاج وضعف ترابط المشاهد، ما أدى إلى تعثر مراحل ما بعد الإنتاج، وظهور خلافات حول المستحقات المالية للمخرج.

ومع تصاعد الأزمة، تم تشكيل لجنة تحقيق رسمية لدراسة حيثيات ما حدث. في المقابل، أوضح المنتج المنفذ أن العقد يتضمن بندًا قانونيًا يتيح بيع العمل إلى جهة خارجية في حال عدم عرضه على القناة المقررة، وهو ما تم فعلاً ببيع المسلسل لإحدى المنصات.

ورغم هذه المعالجة، أثارت القضية جدلاً واسعًا بشأن مصير الميزانية المخصصة للمسلسل، والتي قدّرت بملايين الدنانير من المال العام، وطرحت تساؤلات حول آليات الرقابة والتقييم قبل صرف الدعم لمثل هذه المشاريع.

[video=]