أطلق رئيس جمعية الأهوار، حسين أبو طبيخ، تحذيراً شديد اللهجة من كارثة بيئية وشيكة تهدد مناطق الأهوار، ولا سيما في أهوار الهارثة، نتيجة التمدد الخطير للسان الملحي داخل الأراضي الرطبة، في مشهد ينذر بتدهور شامل للنظام البيئي الفريد في جنوب العراق.

وأشار أبو طبيخ إلى أن موجة الملوحة المتصاعدة تسببت بالفعل في نفوق كائنات نادرة، من بينها حيوان "الرفش"، وانقراض أنواع متعددة من الأسماك، فضلاً عن دمار واسع للتنوع الأحيائي الذي لطالما ميّز هذه المناطق الغنية بثرواتها الطبيعية. وأضاف أن الزحف الملحي بات يشكّل تهديداً مباشراً للثروة الحيوانية والزراعة، والتي تُعد شريان الحياة الأساسي لسكان الأهوار.

وحذّر من أن استمرار هذه الظاهرة دون تدخل سريع قد يؤدي إلى تحوّل مناطق واسعة من الأهوار إلى أراضٍ مالحة قاحلة وغير صالحة للحياة، داعياً الحكومة الاتحادية والجهات المختصة إلى التحرك العاجل من خلال زيادة الإطلاقات المائية للحد من المدّ الملحي وإنقاذ ما تبقى من هذه البيئة الهشة.

وختم أبو طبيخ بدعوة صريحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذا الإرث البيئي والإنساني النادر، محذراً من أن التأخر في التحرك قد يؤدي إلى كارثة لا يمكن تدارك آثارها في المستقبل القريب، في واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه أهوار العراق منذ عقود.