واضح – رياضة

تجسدت معضلة المدرب المحلي والأجنبي في بطولات كأس العرب على نحو واضح، إذ اعتمدت الكثير من المنتخبات على المدربين الأجانب بحثاً عن تعزيز فرصها في المنافسة على الألقاب والتتويج، وإن كانت الألقاب العشرة قد أظهرت تفوقا طفيفا للمدرب المحلي الذي فاز بالبطولة ست مرات مقابل أربع للمدرب الأجنبي.

وبشكل إجمالي تناوب على تدريب المنتخبات المشاركة 83 مدرباً من 28 بلداً، وكانت إسبانيا آخر البلدان المنضمة إلى الجنسيات التي ينتمي إليها المدربون في بطولات كأس العرب من خلال الإسباني فيليكس سانشيز الذي أشرف على تدريب منتخب قطر في النسخة الماضية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الإحصائية تعتبر أن المنحدرين من بلدان مثل كرواتيا ومونتينغيرو وروسيا هم ينتمون بالأساس إلى يوغوسلافيا والاتحاد السوفييتي.

وإلى ما قبل النسخة الأخيرة كان المدربون العرب يتفوقون على نظرائهم الأجانب من حيث العدد، قبل أن تنقلب الموازين بإجمالي 44 مدرباً أجنبياً مقابل 39 مدرباً عربياً في كأس العرب.

مفارقة عراقية غير قابلة للتكرار

ينفرد مدرب المنتخب العراقي عادل بشير بكونه الوحيد الذي لعب دور المدرب ورئيس الاتحاد في آن معاً، في مفارقة غريبة غير قابلة للتكرار، علما بأن بشير هو المدرب الوحيد الذي حقق اللقب في مناسبتين.

ويعتبر بشير واحداً من أربعة مدربين هم الأكثر خوضاً للمباريات في تاريخ البطولة حيث أشرف على أسود الرافدين في عشر مباريات عامي 1964 و1966، إلى جانب السوفييتي أناتولي الذي درب منتخب سوريا عامي 1988 و1992 واللبناني جوزيف نالبانديان عامي 1963 و1966 والبرتغالي كارلوس كيروش الذي أشرف على منتخبي الإمارات 1998 ومصر 2021.

أصحاب الألقاب العشرة في كأس العرب

في عام 1963 قاد المدرب الفرنسي أندريه جيرارد منتخب تونس للقب في أول نسخة تقام لبطولة كأس العرب، قبل أن تدين السيطرة للمدربين العرب في ثلاث نسخ متتالية من خلال العراقي عادل بشير الذي فاز كما أسلفنا مع منتخب بلاده باللقب مرتين متتاليتين، ومن ثم مواطنه أنور جاسم الذي فاز باللقب الثالث للعراق عام 1985 تلاه عمو بابا الذي قاد العراق للقبها الرابع والأخير عام 1988.

المدربون العرب واصلوا تألقهم من خلال المصري الراحل محمود الجوهري الذي توج مع منتخب الفراعنة بذهبية مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب العربية في دمشق 1992 التي اعتبرت بمثابة النسخة السادسة لبطولة كأس العرب.

لكن اعتباراً من النسخة التالية بدأت الكفة تميل لصالح المدربين الأجانب، إذ قاد الألماني أوتو بفيستر منتخب السعودية إلى اللقب الأول للأخضر عام 1998 قبل أن يكرر الإنجاز الهولندي فان در ليم بعدها بأربع سنوات.

وفي عام 2012 نجح المدرب البلجيكي أريك جيريتس في قيادة منتخب المغرب إلى اللقب في النسخة التي استضافتها السعودية.. بينما فاز الجزائري مجيد بوقرة باللقب في النسخة الأخيرة ليعيد الاعتبار للمدربين المحليين.

مدربون وأرقام

أربعة مدربين محليين أشرفوا على تدريب منتخبات بلادهم لنسختين مختلفتين وهم: اللبناني نالبانديان، الأردني شحادة موسى، ومواطنه محمد عوض، والعراقي عادل بشير، في حين أن السوفييتي أناتولي أزارنيكوف هو الأجنبي الوحيد الذي أشرف على نفس المنتخب في نسختين مختلفتين (منتخب سوريا).

ويعد المدرب المصري الشهير محمد صالح عبدو الوحش هو العربي الوحيد الذي أشرف على منتخب غير منتخب بلاده في نسختين من خلال إشرافه على الكويت (1964 و1966).

ولم يستطع أي مدرب تحقيق ثنائية الفوز بالبطولة (كلاعب ومدرب) وكان الأقرب لذلك هو التونسي توفيق بن عثمان الذي أشرف على تدريب منتخب بلاده في نسخة العام 1988 لكن لاعبيه خذلوه وخرجوا من دور المجموعات.