في خطوة تُعد الأجرأ حتى الآن في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، أن الشركة تخطط لاستثمار مئات المليارات من الدولارات في تطوير ما وصفه بـ"الذكاء الفائق"، مؤكداً أن لدى ميتا الموارد الكافية للمضي في هذا التحدي الضخم.
وقال زوكربيرغ في منشور عبر منصة "ثريدز"، التابعة لميتا: "نملك رأس المال اللازم من أعمالنا لقيادة هذا الاتجاه"، في إشارة واضحة إلى أن الشركة تستعد لإعادة رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي عالميًا.
وتسعى "ميتا"، إلى جانب عمالقة وادي السيليكون، إلى بسط نفوذها في هذا المجال المتسارع، حيث تتسابق الشركات على استقطاب أفضل العقول، وتقدم حوافز مالية ضخمة تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات لبعض المواهب في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة المتقدمة.
وفي سياق هذا التوسع، كشفت الشركة مؤخرًا عن تأسيس وحدة جديدة تحت اسم "مختبرات ميتا للذكاء الفائق" (Meta Superintelligence Labs)، لتوحيد جهودها البحثية والتقنية في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد التحديات التي واجهتها مؤخراً، بما في ذلك بعض النكسات المرتبطة بنموذج "Llama 4" ورحيل عدد من كوادرها البارزين.
وسيتولى قيادة هذه الوحدة الجديدة اثنان من الأسماء اللامعة في عالم التقنية: ألكسندر وانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة "Scale AI"، ونات فريدمان، المدير التنفيذي السابق لـ"GitHub"، وذلك في أعقاب استثمار ميتا أكثر من 14.3 مليار دولار في "Scale AI".
تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه وتيرة المنافسة بين الشركات الكبرى لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا واستقلالية، وسط تطلعات للوصول إلى "ذكاء عام صناعي" يمكنه محاكاة القدرات البشرية — بل وتجاوزها — في التفكير والتحليل وصنع القرار.
ويبدو أن ميتا عازمة على أن تكون في طليعة هذه الثورة التقنية، ليس فقط من خلال الاستثمار، بل عبر بناء منظومة متكاملة من البحوث، والبنية التحتية، والكوادر البشرية القادرة على تشكيل مستقبل الذكاء الفائق.