اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ما وصفه بـ"الإمبريالية" باختلاق روايات زائفة ضد بلاده، معتبراً أن القوى الغربية تواصل محاولاتها لتشويه صورة فنزويلا بعد فشلها في إلصاق تهم "الشيوعية" و"الإرهاب" بها.

وقال مادورو في خطاب متلفز إن "الإمبريالية حاولت وصمنا بالشيوعية، ثم الإرهاب، والآن تختلق رواية أكثر عبثية لا يصدقها أحد"، مضيفاً أن "عجزهم عن الادعاء بأن مادورو يمتلك أسلحة دمار شامل دفعهم إلى ابتكار أكاذيب جديدة لتبرير مخططاتهم العدوانية".

وجاءت تصريحات مادورو وسط توتر متصاعد وإشارات إلى تحركات عسكرية أميركية، بعد أن كشفت تقارير عن تقديم خيارات محدثة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتضمن عمليات عسكرية محتملة في فنزويلا، بينها ضربات ضد أهداف برية.

وفي رد مباشر على هذه التطورات، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير فيديرينو لوبيز دخول قانون قيادة الدفاع الشامل للأمة حيز التنفيذ الفوري، مؤكداً أن البلاد في حالة تأهب قصوى وتعبئة عامة، وأن الجيش وضع كامل ترسانته الصاروخية والبرية والجوية في حالة استعداد عملياتي لمواجهة أي تهديد.

كما أوضحت الحكومة الفنزويلية أن تطبيق القانون تزامن مع إطلاق المرحلة الجديدة من خطة "الاستقلال 200"، التي تشمل انتشاراً موسعاً لقيادات الدفاع الشامل في جميع أنحاء البلاد، مع تنسيق كامل بين الجيش وقوات الأمن والميليشيا البوليفارية.

ورغم تبرير البيت الأبيض للتحركات العسكرية بأنها عمليات لمكافحة تهريب المخدرات، يرى مراقبون أن حجم الانتشار ونوعيته يتجاوزان بكثير نطاق الردع التقليدي، ما يثير مخاوف من مواجهة عسكرية وشيكة.

وفي ختام تصريحاته، دعا مادورو الشعب الفنزويلي إلى رصّ الصفوف والالتفاف حول مفهوم الدفاع الشامل للأمة، مؤكداً أن فنزويلا "لن تُؤخذ على حين غرة، ولن تسمح بفرض أي وصاية أجنبية"، ومشدداً على أن القانون الجديد يمنح الدولة قدرة أكبر على التنسيق والتحرك الاستباقي لحماية سيادتها ووحدتها الوطنية.