أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، أن المرحلة المقبلة تتطلب وجود كتلة برلمانية كبيرة ومؤثرة قادرة على دعم الحكومة في تنفيذ مشاريعها وخططها التنموية، مشدداً على أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة لضمان استقرار البلاد واستمرار مسار الإصلاح والبناء.

جاء ذلك خلال استقبال السوداني في بغداد لعدد من شيوخ ووجهاء قبيلة الفريجات، حيث أعرب عن ترحيبه واعتزازه بأبناء العشائر العراقية، مشيداً بدورهم الفاعل في إسناد الدولة وتثبيت دعائم القانون وتعزيز السلم الأهلي، فضلاً عن مساهماتهم الوطنية في دعم مسيرة التنمية وتطور المجتمع.

وأشار رئيس الوزراء إلى ما قدمته العشائر من تضحيات كبيرة في سبيل أمن العراق واستقراره، مبيناً أن السلطة اليوم بيد الشعب، وهو من يقرر عبر صناديق الاقتراع من يمثله في مجلس النواب، مؤكداً أن مشاركة المواطنين في الانتخابات تمثل ركيزة أساسية في رسم مستقبل البلاد للسنوات الأربع المقبلة.

وشدد السوداني على أن العزوف عن المشاركة في الانتخابات أمر غير صائب، لافتاً إلى أن نتائج الانتخابات ستكون معتمدة بغض النظر عن حجم المشاركة، داعياً المواطنين إلى المشاركة الفاعلة لاختيار الأفضل والأصلح.

وفي سياق حديثه، أوضح رئيس الوزراء أن بعض الجهات تتعمد التضليل والتشويه بعيداً عن التنافس الانتخابي القائم على البرامج الواقعية، مبيناً أن الحكومة أبرمت اتفاقاً تاريخياً مع تركيا يُعد الأول من نوعه في تاريخ الدولة العراقية، لضمان ديمومة المياه وحماية الحقوق المائية للعراق دون أي تفريط أو تنازل.

وتطرق السوداني إلى ما حققته الحكومة خلال السنوات الثلاث الماضية، موضحاً أنها اعتمدت خططاً ورؤى منهجية لإدارة الثروات الوطنية ونجحت في تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد الخدمات والإعمار وتنفيذ المشاريع في مختلف القطاعات، مؤكداً أن تلك الجهود أسهمت في إعادة الأمل للمواطنين وتعزيز الثقة بقدرة الدولة على النهوض.

وبيّن أن الحكومة وجهت بإيقاف استيراد المشتقات النفطية بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي منها، بعدما كان العراق ينفق سنوياً نحو ستة تريليونات دينار على الاستيراد، مشيراً إلى أن البلاد تستعد قريباً لتصدير المنتجات النفطية بفضل تطوير عمل المصافي خلال السنوات الماضية.

كما أعلن السوداني أن حرق الغاز في العراق سيتوقف بشكل كامل بحلول نهاية عام 2027 نتيجة المشاريع التي أطلقتها الحكومة، موضحاً أن هذا الإجراء سيوفر ما يقارب خمسة مليارات دولار سنوياً، مؤكداً في الوقت نفسه المضي قدماً في مسار الإصلاح الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن الاعتماد على النفط فقط.

وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تعاملت مع التحديات الإقليمية والداخلية بواقعية، وتمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة رغم الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة، مؤكداً الحاجة إلى ثقة المواطن واستمراره في دعم مسيرة الإصلاح والإعمار والتنمية.

وفي ختام حديثه، أعرب السوداني عن تفاؤله بوعي المواطن العراقي وقدرته على التشخيص الصحيح واختيار المسار الأنسب في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد.