طالبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بإجراء تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة بشأن الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور بالسودان، مؤكدة أن عدد الضحايا من المدنيين قد يصل إلى المئات، إلى جانب تسجيل حالات اغتصاب جماعي.

وأشارت المفوضية في بيانها اليوم الجمعة إلى أن "قوات الدعم السريع" شنت هجمات عنيفة منذ الخميس قبل الماضي على الفاشر، وتمكنت من السيطرة على المدينة الأحد الماضي. وأضافت أن التقارير الأولية تشير إلى وقوع انتهاكات خطيرة وجرائم محتملة بموجب القانون الدولي، شملت الفاشر ومحيطها، بالإضافة إلى مدينة بارا في ولاية شمال كردفان.

وأكد البيان أن هذه الأحداث تضمنت إعدامات موجزة، قتل جماعي، اغتصاب، هجمات على العاملين في المجال الإنساني، نهب، اختطاف، وتهجير قسري. وأوضحت المفوضية أنها تلقت شهادات مرعبة من المدنيين الذين فرّوا من الفاشر، ووثائق مرئية صادمة تظهر حجم الانتهاكات الخطيرة والجسيمة.

وقدّرت المنظمة الدولية أن عدد القتلى والجرحى من المدنيين الذين أصبحوا عاجزين عن القتال قد بلغ المئات، سواء أثناء الهجوم أو في الأيام التي أعقبت استيلاء "قوات الدعم السريع" على المدينة ومحيطها.

وشددت الأمم المتحدة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، معتبرة أن إجراء تحقيقات شاملة هو خطوة أساسية لضمان العدالة وحماية المدنيين في المستقبل.