منصة واضح - بغداد

تستعد العاصمة بغداد لاحتضان مشروعٍ دوائي ضخم يُعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، يتمثل في إنشاء مصنع متخصص بإنتاج الأدوية السرطانية، ضمن توجه حكومي يهدف إلى توطين صناعة الدواء وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي.

وأوضح أحد المستشارين الحكوميين لشؤون الصناعة أن العراق يشهد تحولاً جذرياً في قطاع الصناعات الدوائية، بعد أن تمكن من تحقيق اكتفاءٍ شبه تام في إنتاج المحاليل الوريدية، حيث تجاوز الإنتاج المحلي 75% من حاجة المستشفيات الحكومية والأهلية في البلاد.

وأشار إلى أن السنوات الماضية كانت تشهد أزمة حقيقية في توفير المحاليل الطبية، إلا أن الحكومة استطاعت خلال فترة وجيزة تشغيل خمسة مصانع وطنية موزعة في السليمانية وكربلاء ونينوى وبغداد، فيما يُنتظر افتتاح المصنع السادس في محافظة الديوانية قبل نهاية العام الحالي بطاقة إنتاجية تصل إلى 24 مليون عبوة سنوياً.

وبيّن أن الإنتاج المحلي يعتمد على أحدث المعايير الدوائية العالمية ودساتير الأدوية الأميركية، وبإشراف مباشر من الجهات المعنية، مشيراً إلى أن القطاع الخاص لعب دوراً محورياً في هذا التطور من خلال الاستثمار في خطوط إنتاج حديثة ومختبرات بحث وتطوير متقدمة.

كما أشار إلى أن العراق يضم اليوم 34 مصنعاً دوائياً بينها مصنع حكومي واحد، بينما تتبع البقية للقطاع الخاص الذي توسّع بشكل لافت بعد قرارات الدعم التي صدرت عام 2023 لتشجيع التصنيع المحلي وتعزيز الأمن الدوائي.

وأكد أن مشروع إنشاء أكبر مصنع للأدوية السرطانية في الشرق الأوسط يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج العلاجات الحساسة عالية الكلفة، وسيضع العراق في موقع متقدم على مستوى المنطقة في الصناعات الدوائية المتخصصة.

وأضاف أن عدداً متزايداً من الشركات العالمية أبدى اهتمامه بفتح فروعٍ له داخل العراق بعد نجاح برنامج توطين الصناعة الدوائية، لافتاً إلى أن الحكومة ماضية في تفعيل قانون حماية المنتج الوطني لضمان بيئة استثمارية آمنة وجاذبة، وتحقيق نقلة نوعية في القطاع الصحي والدوائي.