واضح – رياضة

شهد الدوري العراقي في موسمه الحالي (2025 / 2026) سلسلة تغييرات غير مسبوقة على مستوى الأجهزة الفنية، إذ تمت إقالة أو استقالة ثمانية مدربين فقط بعد مرور خمس جولات على انطلاق المسابقة.

وبعد انتهاء الجولة الخامسة، يتصدر فريق ديالى جدول الترتيب برصيد 13 نقطة، متفوقا بفارق هدف واحد فقط عن الوصيف فريق أربيل، إذ تعد هذه النتائج مفاجئة بغياب الشرطة والزوراء والقوية الجوية والطلبة.

وقال المدرب عبد الإله عبد الحميد في تصريحاته، ان الدوري العراقي هذا الموسم شهد رقما قياسيا في تغيير المدربين. فبعد مرور خمس جولات فقط، تمت إقالة واستقالة ثمانية مدربين، وهذا رقم مقلق للغاية، ويعكس ضعفًا في إدارة الفرق من قبل الهيئات الإدارية التي وضعت نفسها في مواقف صعبة ومحرجة".

وأضاف: "للأسف، المدرب هو الضحية الأولى في الأندية العراقية عند تراجع النتائج. لا أحد يتحدث عن الأسباب الأخرى وراء تراجع الأداء، مثل غياب الانسجام أو انخفاض مستوى اللاعبين أو ضعف الإعداد. الجميع يحمل المدرب المسؤولية وحده ويتناسون بأن اللاعبين لهم دور أيضا بتراجع النتائج، خصوصا عندما تراجع المستويات".

وبين بالقول: "كمدرب سابق، أتساءل: على أي أساس تم التعاقد مع هؤلاء المدربين قبل انطلاق الموسم؟ هل هناك لجان فنية متخصصة تدرس عملية التعاقد؟ أم أن الأمر يتم عبر علاقات شخصية أو صراعات داخل الإدارات؟ الحقيقة أن الوضع بات مقلقا للغاية، ولا بد من وضع آليات واضحة ودقيقة لاختيار المدربين وأبرزها الكفاءة".

وتابع موضحا: "أغلب الأندية العراقية تعاني من غياب الاستقرار الفني، إذ تغير مدربيها ولاعبيها بوتيرة غير طبيعية. فكل فريق تقريبا يودّع نحو عشرة لاعبين بنهاية الموسم، لتتعاقد الإدارة مع مجموعة جديدة، مما يؤدي إلى غياب الانسجام ويجعل الفريق بحاجة إلى وقت طويل لتصحيح أوضاعه والإدارات لعلها لا تدرك هذه الأمور".

وأتم حديثه قائلا: "على أندية الدوري العراقي أن تتحلى بالصبر، وأن تضع خططا استراتيجية واضحة لبناء مشاريعها الكروية. الابتعاد عن القرارات الانفعالية أمر ضروري، لأن العجالة في التغيير غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية، ولهذا نرى أن أغلب الفرق لا تتحسن حتى بعد تغيير مدربيها لأن الأفكار والقرارات بالأندية باقية كما هي".

يذكر أن من أبرز الإقالات التي شهدها الدوري حتى الآن، إقالة عبد الغني شهد من تدريب الزوراء، وإقالة أحمد خلف من تدريب الكرمة، لاسيما وإن التوقعات كانت تشير إلى إن هؤلاء سيستمرون طويلا.