واضح – رياضة
في سن صغيرة، أصبح لامين يامال نجمًا عالميًا، بعد تثبيت أقدامه مع فريق برشلونة، وتألقه اللافت في تتويج منتخب إسبانيا بلقب كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، لكن الواقع يقول إن سلوكيات اللاعب صاحب الـ18 عامًا خارج المستطيل الأخضر قد تفرض عليه سقوطًا حرًا، ونهاية مبكرة لحياة النجومية.
بعد تجاوزه عامه الـ15 ببضعة أشهر، بزغ نجم يامال تحت قيادة تشافي في برشلونة، هذه الموهبة فرضت نفسها في التشكيل الأساسي للنادي الكتالوني، ثم سارع مدرب منتخب إسبانيا لويس دي لا فوينتي، لاستدعاء "الشاب الصغير" وضمه لقائمة "يورو 2024" وبالفعل لم تخب آماله؛ إذ ساعد يامال "لاروخا" على التتويج باللقب القاري يوم 14 يوليو/ تموز 2024.
توالت النجاحات الجماعية والفردية على يامال، فقد تُوج مع برشلونة الموسم الماضي بالثلاثية المحلية لقب الدوري والكأس وقبلهما كأس السوبر وجميعها جاءت على حساب الغريم اللدود ريال مدريد، حيث قدم يامال أداء لافتا طيلة الموسم وبفضل ذلك نال جائزة "كوبا" لأفضل لاعب صاعد في العالم للمرة الثانية، ونافس الفرنسي عثمان ديمبيلي على الكرة الذهبية "بالون دور 2025" وانتهى به المطاف بالمركز الثاني بعدما كان قريبًا جدًا من الفوز بالجائزة.
356 يوما من التتويج الأوروبي إلى عيد ميلاد يامال
لم يتعامل لامين بالشكل الأمثل مع النجاحات الكبيرة التي حققها، فبدأ البحث عن صناعة الحدث خارج الملعب أكثر مما يفعل داخله، وأصبح لامين نجم إعلانات بارزًا، وبعد 356 يوما من التتويج الأوروبي مع إسبانيا، أقام يامال حفلًا صاخبًا في 13 يوليو / تموز الماضي للاحتفال بعيد ميلاده الـ18، في حين أنه كان ينبغي أن يترك المراهق الصغير "العشوائية" في حياته ويلتفت أكثر لمسيرته وتطويرها.
لكن يوم احتفاليته بعيد ميلاده أتت على عكس ما تشتهي السفن، حيث انغمس "المراهق" بملذات الحياة متأسيا بقدوته البرازيلي نيمار، وبدأ يامال يظهر مع الفتيات اللواتي يكبرنه بأعوام عديدة، ورصدته الكاميرات في أوضاع "حميمية"، ليفقد تركيزه ويبتعد عن العمل مع المجموعة في الفريق، وما زاد الطين بلة تعرضه للإصابة أكثر من مرة، ليبتعد عن اللعب في أهم أوقات بداية الموسم الجديد.
وراثة ميسي.. الرقم 10 ثقيل على ظهر يامال
صعد يامال لتولي دور النجم الأول لبرشلونة، ولقبه كثيرون بـ "ميسي الجديد"، لكن التجربة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك، أن ارتداء القميص رقم 10 لا يكفي من أجل السير على خطى الأسطورة الأولى في تاريخ برشلونة ليونيل ميسي، خاصةً أن "البولغا" تحلى باستمرارية لافتة على مدار 20 عاما تقريبا، وفرض على نفسه حالة من التركيز المُطلق على كرة القدم، من دون أن ينشغل بالأمور المغرية المحيطة، كما يفعل يامال حاليًا.
بعد الفوز بلقب كاس إسبانيا توجه بعض المشجعين المدعوين من قبل إدارة النادي إلى فندق الفريق في إشبيلية، التقط أغلب اللاعبين النجوم الصور مع المعجبين، بينما رفض يامال منح بعض الأطفال الصور الاحتفالية بطريقة بها "غرور"، لذلك ظهر جليا أن يامال لا يتحلى بالعقلية المطلوبة، وقد يكون ذلك منطقيًا بحكم سنه الصغيرة، وحجم النجاحات والشهرة التي تحققت للاعب في سن المراهقة، لكن هنا يأتي السؤال: أين دور العائلة والنادي على حد سواء؟
لامين يامال مع والده يحتفلان بكأس يورو 2024
لكن عن أي دور للعائلة يمكن الحديث بعد ما رأيناه في الأشهر الأخيرة من منير نصراوي (والد يامال) الذي تشبه سلوكياته ما يفعله والده الصغير. نصراوي كان منشغلًا بالاحتفاء بطريقة "غير عقلانية" بنجاحات نجله، والسخرية من منافسيه، فيما تجاهل برشلونة دوره التربوي في حياة لامين، معيرًا اهتمامًا أكبر لإرضاء الجناح الصاعد، وتأمين بقائه مع النادي عبر منحه عقدًا جديدًا طويل الأمد.
يامال يعيش في عالم موازٍ
أثبت لامين يامال أنه صار يعيش في "عالم موازٍ"، من خلال حلوله ضيفًا على برنامج تلفزيوني، قبل يومين فقط على مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، مع إدلائه بتصريح مستفز لنادي العاصمة الإسبانية.
اتهم يامال ريال مدريد بتحقيق انتصارات عبر طرق غير مشروعة، قائلًا إن الريال "نادٍ يسرق ويشكو"، وقد أثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة في أوساط كرة القدم الإسبانية بشكل عام، وحفزت لاعبي "الميرنغي" لتحقيق الفوز.
أمام هذه الضجة، دخل لامين يامال مباراة الكلاسيكو في حالة ارتباك، ولم يستطع التعامل مع ضغوط المواجهة وجماهير ريال مدريد في ملعب "سانتياغو برنابيو"، ليقدم واحدة من أسوأ مبارياته مع برشلونة الذي خسر المواجهة 1-2 فقط.
طُرحت الكثير من الأسئلة حول يامال عقب مباراة الكلاسيكو، خاصةً فيما يتعلق بمدى جاهزية اللاعب صاحب الـ18 عامًا للتعامل مع حياة النجومية، ومدى قدرته على التحكم بسلوكياته خارج المستطيل الأخضر.
واكتفى يامال بتسجيل 3 أهداف مع برشلونة هذا الموسم 2025-26، بواقع هدفين في الدوري الإسباني، وهدف واحد في دوري أبطال أوروبا من نقطة الجزاء، مع غيابه عن 5 مباريات بداعي الإصابة، التي عانى منها بسبب ما يفعله خارج الملعب لا داخله!
لامين يامال ومشاركة خجلى في الكلاسيكو
في مباراة الكلاسيكو الأخيرة تحديدًا، لم يسجل لامين يامال أو يصنع أي هدف، كما لم يسدد أي كرة بين القائمين والعارضة، مع فقدانه الاستحواذ على الكرة 22 مرة، ليكون "شبحًا" للاعب كانت جماهير فريقه تنتظر أن يقدم نصف مستواه على الأقل من أجل تجنيب "البلوغرانا" الخسارة على أرضية ملعب ريال مدريد بالأداء والنتيجة.
وبالنظر لأرقام لامين يامال أمام ريال مدريد الموسم الماضي، سنجد أن الجناح الإسباني سجّل أو صنع في كل المباريات وعددها 4، بإجمالي 5 إسهامات (3 أهداف، تمريرتان حاسمتان)، وقد تشرح هذه الإحصائيات حالة السقوط الحر التي بدأ يعيشها نجم برشلونة الصاعد، فكيف سينتهي المطاف بالمراهق الصغير، هل سيهتدي للطريق الصحيح أم يستمر في حالة الفوضى ويمضي نحو الهاوية سريعا؟












